شهد معرض باريس الجوي منافسة حامية الوطيس بين عملاقي الطيران الأوروبي والأميركي "بوينع" وإيرباص لا يقل سخونة عن صيف البحرين الحار، ولكن هذه المنافسة التي ربما ستكون في صالح شركات الطيران بشكل أكبر التي أعلنت عن شراء الكثير من الطائرات بأرقام مهولة وليس ببعيد عنا القطرية للطيران التي تقدمت بطلب لشراء نحو 80 طائرة ناهيك عن خطط عدد من شركات الطيران العربية الأخرى التي على ما يبدو أخذت تصعد من وتيرة علملياتها في السوق الذي يتنبأ له المحللون والمراقبون مستقبلا مزدهرا في ظل الازدياد المضطر لحركة المسافرين في الشرق الأوسط.
وإذا ما كانت هذة الإعلانات الأخيرة لطلبيات الشراء والتمويل بمليارات الدولارات لتوسيع الأساطيل في المنطقة، تعكس توسع واستيعاب كبير للسوق، فإن الآوان قد حان لتقدم شركات الطيران مستوى أعلى من الخدمة والأسعار المناسبة التي تعبر عن الصورة الحقيقية للأسعار.
ولعل ما سمعته عن وجود نوع من التفرقة في أسواق السفر بشأن الأسعار بين اقليم وآخر، لتجد السعر أعلى في دول أشيع عنها القدرات المالية الفردية المرتفعة مثل دول الخليج بينما تجد نفس ميزات الرحلة أقل سعرا في مناطق أخرى.
وقد تكون فترة الصيف مناسبة للحديث عن جمعيات الحماية عن المسافر ليس فيما يتعلق بالطيران فحسب بل حتى في أسعار الرحلات الأرضية التي مازالت تلقى رواجا لدى الشارع السياحي البحريني، ولتمتد هذه الرقابة الغير حكومية حتى تصل إلى مستوى الجودة والخدمة وملاءمته لمبالغ التذاكر.
السفر قبل كل شئ ثقافة وبدعم حب السياحة للآخرين وجعلها متاحة بشكل أوسع هو واجب وطني قبل أن يكون رغبة تجارية، وربما تحدد المنافسة معالم هذه الخيارات بين الشركات فيفضل إحداها على الأخرى لكن وجود بعض الشفافية بوجود الحوار بين هذه الشركات والمستهلك سيدفع بنا لتطوير صناعة الطيران بل حتى الضيافة في منطقتنا. لنجد المسافر أمام عدد من الخيارات. ولعل تجربة الشركات في الولايات المتحدة الأميركية تجربة تستحق الوقوف عندها، فسعر التذكرة هناك لا تحدده الوجهة فقط، بل تلعب في صوغتها عدد من العوامل مثل وقت السفر إن كان في وقت المواسم أو أن كان في الليل أم النهار، وطريقة الحجز إن كانت مؤكده بشكل مبكر، عدد مكن المحددات التي أتاحت للمسافر أن يسهم في تحديد سعر التذكرة حتى ولو بشكل بسيط لكن المسافر العربي أمام عدد محدود من الخيارات لعل أبرزها الفروقات بين شركات الطيران التي تقدم كل منها سعرا مختلفا بناء على نوع طائراتها، وخدمة الضيافة التي تقدم على الطائرة.
نتمنى أن تشهد الفترة المقبلة تغييرا كليا في مفهوم صناعة الطيران وتعاملها مع المستهلك ، لنعيش حقبة يقف فيها المسافر المستهلك لمنتجات هذه الصناعة أمام حزمة واسعة من الخيارات والخدمات التي تلبي أغلب طموحاته إن لم نقل كلها
إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"العدد 1017 - السبت 18 يونيو 2005م الموافق 11 جمادى الأولى 1426هـ