انطلقت يوم الأربعاء الماضي عند مقام السيدة زينب وسط القاهرة مظاهرات ضد الرئيس المصري حسني مبارك وحمل المتظاهرون صورا لمبارك إحداها معلقة فوق مكنسة تدعو عليه بإزاحته هو وجميع أجهزته الأمنية المخابرية كما أطلق المحتجون شعارات تندد بترشح مبارك لفترة رئاسية خامسة.
الظريف والغريب في تلك المظاهرات أنها انطلقت من موقع مقدس اعتاد الناس البسطاء اللجوء إليه إذا ضاقت بهم السبل وتعسرت عليهم ظروف الحياة فيكون الضريح الزينبي ملجأ الفقراء والبسطاء والتقاة لتلبية مطالبهم الممزوجة بالصراخ والعويل والدعاء. لكن هذه المرة اختلف الأمر إذ تضرع الزوار بإزاحة مبارك وحاشيته.
وتأكيدا على عزم مبارك الترشح لولاية خامسة نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد أن مبارك سيسعى إلى تولي فترة ولاية خامسة مدتها ست سنوات في الانتخابات التي ستجري في سبتمبر/ أيلول المقبل وسيعين نائب رئيس مدنيا إذا فاز.
وقال: "ستكون هذه الفترة هي الأخيرة لمبارك... انه يريد انتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة وهو يريد أن يتذكره الناس بأنه هو الذي فعل ذلك". كان من دعا إلى التظاهرة مجموعة شباب منتمين لحركة "شباب من أجل التغيير" وشاركهم عدد من أعضاء حركات أخرى مطالبة بالتغيير منها حركة "كفاية"، وطالبوا بالدعاء وبالاستعانة "بأم العواجز" - وهو لقب يطلق على ضريح السيدة زينب - على الرئيس مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي ومدير أمن القاهرة نبيل العزبي وأحمد العزازي وهو ضابط كبير في الشرطة ينسب إليه أعضاء في حركة "كفاية" تسهيل اعتداء أنصار الحزب الوطني على المعارضين.
الحركة الاحتجاجية في مصر شاهد حي على أن مصير الشعوب العربية مرهون بما تضفي عليه دعواتهم أمام الأضرحة لآل البيت الكرام من دون التحركات الصورية التي يدعي بها بعض الحكام لتحقيق التنمية الشاملة وتطبيق الديمقراطية لرعاياهم... لكن ليعلموا... انه إذا وقف العبد الضعيف يتضرع لربه الجليل بان يفك عنه الشر العظيم فإنه سيستجيب له
العدد 1016 - الجمعة 17 يونيو 2005م الموافق 10 جمادى الأولى 1426هـ