العدد 1016 - الجمعة 17 يونيو 2005م الموافق 10 جمادى الأولى 1426هـ

المغرب - الجزائر... تغليب التهدئة تمهيدا للتقارب

سمير صبح comments [at] alwasatnews.com

.

على رغم بقايا الحملات الإعلامية التي تستمر بها بعض الصحافة في كل من عاصمتي البلدين، فإن الاتجاه الرسمي والفعلي يجنح نحو احتواء التأزم الذي حصل في الشهر الماضي إثر الرسالة التي وجهها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، إلى زعيم جبهة البوليساريو محمد عبدالعزيز عشية قمة اتحاد دول المغرب العربي والتي كانت السبب المباشر في إلغائها؟ وبالتالي اغضاب العقيد معمر القذافي الذي اعتبرها بمثابة "ردة رجل" له من قبل الجزائر، التي اعتبرته مسئولا عن تعطيل القمة السابقة قبل نهاية العام الماضي.

ومن مؤشرات التحسن الذي طرأ على العلاقات بين الجزائر والمغرب بفعل نجاح الاتصالات البعيدة عن الضحيج الإعلامي، الزيارة التي سيقوم بها وفد جزائري رفيع المستوى للرباط، برئاسة الوزير الأول أحمد أويحيى، يرافقه فيها وزير الخارجية محمد بجاوي وعدد كبير من المسئولين. وما تعتبرها الأوساط المطلعة في العاصمة المغربية خطوة إيجابية كافية لتعزيز التقارب الذي كان بدأ بعد المشاركة الفعالة من قبل العاهل المغربي في القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الجزائر. ويشار في هذا السياق إلى أن تنشيط المبادلات التجارية والاقتصادية أدى إلى انطلاقة فعلية لم تتوقف على رغم حال التوتر "المضبوطة الايقاع" التي مر بها البلدان الجاران في الفترة الأخيرة، والتي بلغت ذروتها بعد أعمال الشغب التي قامت بها مجموعات حركتها البوليساريو بمساعدة غير مباشرة من الجزائر، في أوساط الصحراويين في بعض مدن الجنوب المغربي.

ومن الدلائل الأخرى على تغليب التهدئة وتمهيد التقارب تراجع زعيم البوليساريو محمد عبدالعزيز عن لهجته التهديدية بالعودة إلى الحرب ضد المغرب إذا لم تعمل السلطات فيه للاحتكام للأمم المتحدة لناحية إجراء الاستفتاء وفق خطة جيمس بيكر التي رفضتها الرباط. وتفيد المعلومات بأن كلا من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإسبانيا التي أزعجها هذا التصعيد المفاجئ، وتجاوز البوليساريو للخطوط الحمر من خلال العودة للحديث عن الحرب، قد دخلت بقوة على الخط موجهة رسائل للجزائر تمنت فيها ضبط الأمور، بغض النظر عن الأسباب الداخلية والإقليمية التي دفعت لتأزيم الوضع. فالبلدان الثلاثة التي دفعت في السنتين الماضتين تحديدا بالدول المغاربية للتكامل مع استراتيجياتها سواء لناحية مكافحة الإرهاب أو لتكثيف المناورات العسكرية المشتركة في جميع المجالات مع قوات حلف شمال الأطلسي في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ترى في حصول أي توتر، وخصوصا بين الدولتين الأكبر في هذه المنطقة، عودة إلى الوراء على صعيد بناء قوة موحدة حليفة في شمال إفريقيا. انطلاقا من هذا التخوف، يمكن فهم إصرار هذه الدول على فرض الاستقرار وافهام الجميع بأن الحرب ممنوعة.

على أية حال تتقاطع المعلومات الواردة من كل من الجزائر والمغرب، بأن زيارة الوفد الجزائري الرفيع المستوى - لأول مرة منذ سنوات بعيدة... ستكون بمثابة التحضير لمبادرات مهمة من المتوقع أن يتخذها الرئيس بوتفليقة لاحقا، من بينها قرار فتح الحدود بين البلدين وتنسيق المواقف حيال المفاوضات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، كذلك إعادة إحياء اتحاد دول المغرب العربي، والأهم إيجاد الحلول الملائمة لمشكلة الصحراء. وتؤكد المعلومات عينها أنه نتيجة مفاوضات الوفد، سيتم الإعداد لزيارة رسمية لرئيس الدولة الجزائرية للمغرب

العدد 1016 - الجمعة 17 يونيو 2005م الموافق 10 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً