تعتبر مشكلة الاراضي والسواحل من قضايا الرأي العام المهمة التي بدأت تثيرها الصحافة في الآونة الاخيرة، بل ان خيوطها مازالت عالقة من دون حل جاد من قبل الحكومة التي تتروى في اتخاذ القرار على رغم ان مثل هذه القضايا لا يمكن السكوت عليها وخصوصا ان كانت هناك تجاوزات لدرجة تصل للاستخفاف بالقانون.
فنحن كبحرينيين نعاني حتى عهد الاصلاح من غياب قانون محاسبة فعال يطبق على الجميع من دون استثناءات... وكيف لا ونحن نجد ان المواطن العادي يحاسب على كل صغيرة وكبيرة بينما المتنفذ يفعل ما يشاء من دون قانون ومن دون محاسبة... فيصبح اكثر ثراء والمواطن يصبح اكثر فقرا!
نتحدث عن التغيير والاصلاح في الندوات التي أصبحت بعد أربع سنوات من الانفراج السياسي يتضاءل عدد حضورها يوما بعد يوم ان لم تكن خاوية في بعض الاحيان بينما المسئولون مازالوا مستمرين في التباهي بسلسلة انجازات الانفراج في المحافل الاقليمية والدولية... مع ان واقعنا يخبرنا بشيء مختلف!
تولدت في مجتمعنا ثقافة آخذة في التنامي حتى بدأت تتحول الى عرف اجتماعي مقبول، فمثلا الفاسد يكافأ بمناصب وهبات وعطايا بينما المجتهد والامين يحارب ويطعن في ظهره علما ان ذلك يتناغم بحسب الموجة تبعا للظروف ولمصلحة من!
ففي قراءة سريعة لواقعنا البحريني نجدنا اليوم نعبر ونرفع أصواتنا في هامش متواضع من الحرية أفضل من غيرنا... لكن ذلك لا يعني اننا حققنا انجازا ولا يعني اننا خلقنا اجواء تجذب المستثمرين ومشروعاتهم خصوصا ان خاصية التنظيم والابداع والادارة الناجحة مفقودة والامثلة كثيرة وبدأت البحرين تتراجع بخطوات متهالكة الى الوراء بدلا من تقدمها للأمام...
وها هو مهرجان صيف البحرين يحل علينا بوجهه الكريه وبدعاياته المقززة في شوارع البلاد من دون ان نستفيد من تجاربنا السابقة والفاشلة مقارنة بمهرجانات دول الجوار!
اما نحن كشباب فأين موقعنا في ظل هذه التذبذبات على الساحة؟ وأي مستقبل ينتظرنا وينتظر الاجيال المقبلة من بعدنا خصوصا بعد ان أصبح الجميع في جزر البحرين الاربع فقط - والمسموح فيها بالعيش - بحرينيين في الحقوق والواجبات وحتى في العطايا؟... وكل من تمنيه نفسه في البحرين يصبح بحرينيا عدا النخلة فقد أصبحت غريبة في وطن امتلأ بالاغراب!
مجرد مشاهدات ننقلها إلى من يهمه الأمر...
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1016 - الجمعة 17 يونيو 2005م الموافق 10 جمادى الأولى 1426هـ