شهد منتزه كورنيش الملك فيصل شمال العاصمة "المنامة" عصر أمس "الخميس" تجمعا جميلا، ضم عددا من فناني البحرين من منتسبي "المرسم الحسيني"، مع عدد من مندوبي الشركات التي ساهمت في رعاية مشروع "مجسم الكرة الأرضية". المجسم عبارة عن كرة من أنابيب الحديد المفرغة، مرسوم عليها خريطة العالم، وعلى مساحة القارات الخمس تم وضع عدد من صفائح الألمنيوم والعلب ورقائق وأجزاء أجهزة الكمبيوتر، في تطبيق عملي لفكرة تدوير المواد.
الفكرة صممها الفنان عادل العباسي، ونفذتها "شركة أطلس للمقاولات والنقل"، ودعمها ماديا عدد من الشركات الكبرى، وهو الدعم الذي يشكل بارقة أمل مضيئة، ونقلة نوعية في الوعي لدى القطاعين الصناعي والتجاري، بما يثبت اتساع مساحة الوعي البيئي لدى المجتمع.
ابتدأ الحفل بترحيب العريف بحضور "الحفل البسيط والمتواضع"، وألقى رئيس مجلس بلدي المنامة كلمة "تصحيحية" لفكرة "التواضع" هاهنا، فنحن أمام مشروع يهدف إلى تعزيز حماية البيئة، وهو موضوع يحتل مساحة كبيرة من الاهتمام لدى الشعوب المتقدمة، بعد أن اتضحت كلفة التصنيع السريع على البيئة والانسان والصحة. قال مرتضى بدر: "إن حفلا يحضره المجلس البلدي في العاصمة، وترعاه الصحافة المحلية ممثلة في "الوسط"، وعدد من مندوبي الشركات الكبرى ليس حفلا متواضعا".
وأشار بدر إلى احتفال العالم قبل عشرة أيام، بيوم البيئة العالمي، باعتباره من الأيام القلائل التي تتحد فيها الشعوب والأمم، إذ أصبح الحفاظ على هذا الكوكب مسئولية مشتركة، لأن الانسان بات مهددا أكثر نتيجة ازدياد الكوارث البيئية.
وألمح إلى دور المنظمات والجمعيات الناشطة في جميع أنحاء العالم في مكافحة التلوث البيئي، وإقناع الدول والشركات بالإسهام في نشر الثقافة البيئية ومراقبة الشركات والمصانع للمساهمة في الأنشطة والمشروعات التي تحافظ على البيئة.
"المرسم الحسيني"، نظم معرضا "بيئيا" للكاريكاتير، ضم 66 لوحة، نصفها سبق عرضه في يوم التضامن مع "خليج توبلي"، والنصف الآخر رسمه فنانو المرسم خصيصا ليوم البيئة العالمي لهذا العام.
المعرض الكاريكاتيري يدل بدوره على اهتمام الفنان البحريني بقضية البيئة، إذ طغى "خليج توبلي" على قسم كبير من اللوحات، من بينها صورة لخريطة البحرين يبدو فيها الخليج كالورم، وفي لوحة أخرى تبدو البحرين عروسا جميلة، ولكن فقئت عينها التي تمثل الخليج الجميل الذي ما عاد جميلا بعد ردمه.
في اللوحات أيضا هناك نوع من "أنسنة" الحيوان والجماد، فالأسماك تستجير من ظلم البشر، وطائر يبكي إلى جانب جثة طير نافق، و"الروبيان" يقفز هربا من الدفان والشاحنات. وهناك طير صغير في حضن أمه يقول لها: "جدي كلمني كثيرا عن خليج توبلي"!
إلى جانب توبلي، حضر موضوع تلوث "المعامير" مع تعليق صارخ: "قرية أم منطقة صناعية"؟ وهناك تلوث المصانع وردم السواحل... وغيرها من ويلات بيئية يئن منها الوطن.
على أن اللوحة التي تجاوزت المحلية إلى هم عالمي، هي لوحة الدول الصناعية التي تقدم ملعقة مليئة بالنفايات إلى شخص إفريقي، يمثل بطبيعة الحال دولنا النامية المستضعفة، وهي لوحة أبلغ من عشرين مقالا.
المرسم الحسيني دشن مجسم الكرة الأرضية، في أمسية جميلة في الكورنيش، الفنان البحريني أثبت وعيه بقضية البيئة، والقطاعان التجاري والصناعي بدأ وعيهما يتفتح على قضية البيئة، التي تهم الجميع
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1015 - الخميس 16 يونيو 2005م الموافق 09 جمادى الأولى 1426هـ