العدد 1014 - الأربعاء 15 يونيو 2005م الموافق 08 جمادى الأولى 1426هـ

النواب بين التسديد والمقاربة

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

آن الآوان لنسأل أنفسنا عن الاعاقات المتعددة التي تحاول عرقلة عمل المجالس المنتخبة، المجلس النيابي كمجلس تشريعي على المستوى الوطني العام، والمجالس البلدية كسلطة تقريرية على المستوى المحلي في المحافظات.

لماذا توقفت عجلة المشروع الإصلاحي عن السير قدما نحو الإصلاح الشامل في جميع الميادين؟ ما هي المعوقات؟ هل هي معوقات اجتماعية "نظير الوعي الاجتماعي السائد فترة أمن الدولة" أم هي معوقات تشريعية "نظير القوانين المكبلة للهيئات المنتخبة، مجلس النواب والمجالس البلدية".

هل المعوقات طبيعية بسبب المسافة الزمنية الفاصلة بين آخر ممارسة سياسية؟ أم هي نظير التحولات الايديولوجية والفكرية في المحيط الإقليمي والدولي؟ أم هي نظير توازنات مجتمعية ومصالح طبقية؟ هل الاشكالية في تركيبة المجالس المنتخبة "بلدية وبرلمان" أم في الناس الذين يطمحون للحياة التي لم نعشها بعد؟

من المفيد إثارة الموضوعات بهذه الصيغ من الأسئلة بدلا من شحن الناس وممارسة أنواع اللوم المختلفة مآربه، لمن نستطيع أن نلومهم وهم الأعضاء المنتخبون. وحتى اللوم المطلوب ممارسته، هل هو لوم سياسي إصلاحي ننشد من خلاله إصلاح أحوال الناس في هذه البقعة الصغيرة من العالم أم هي ضغائن سياسية من أجل استحقاقات 2006؟

كثيرة هي الأشياء التي تجعل من الكثيرين غير قادرين على إقناع أنفسهم "وهم منتخبون" فضلا عن إقناع الآخرين بأهمية خوض التجربة الانتخابية البلدية أو النيابية!؟

... ومن أجل دوران عجلة الإصلاح، بدلا من وضع العراقيل أمامها أو حشر العصا في فراغات فتحاتها أعتقد أن العمل المطلوب هو التسديد والمقاربة، كما يعنيه حديث النبي "ص": "سددوا وقاربوا". ولكن، ما هو التسديد المطلوب وما هي المقاربة المناسبة في مثل حالتنا الراهنة؟

أعتقد ان التسديد المطلوب هو النقد للوضع الراهن وللمشروع ذاته من أجل تمهيد الأرضية الصالحة له وتزييت عجلة الإصلاح لسهولة دورانها وذلك لا يتم إلا من خلال بث روح المواطنة الحقة، من مساواة أمام القانون بين أفراد المجتمع، وبمزيد من الديمقراطية السليمة والشفافية والتصالح مع تاريخنا الوطني. وأعتقد ان المقاربة هي المصارحة والاعتراف بالهضيمة التي ألمت بالناس طيلة الثلاثين عاما الماضية، وليس بزيادة جرعات التملق والنفاق والمجاملات!

النواب عليهم دور كبير في المشروع الإصلاحي، وعليهم الالتفات إلى التشريعات ذات الأهمية الكبيرة: التعديلات الدستورية، التنظيمات السياسية، تنظيم مهنة الصحافة، الإرهاب... إلخ. كما عليهم أن يكافحوا الفساد بشتى أنواعه، والذي أكد على وجوده جلالة الملك في خطاباته في افتتاح دور الانعقاد "السابق" لمجلس النواب، إذ أشار جلالته إلى وجود الفساد بأنواعه المختلفة، إلا أن بعضا من أصحاب السعادة النواب لا يريدون التسديد في العمل ولم ينجحوا في المقاربة من أجل حياة أفضل للشعب البحريني. والبعض الآخر لا يعلم بهذا ولا ذاك، ولا يعمل من أجل هؤلاء أو هؤلاء، وإن حضر الجلسة، ولم يشغله "البزنس" في رحلة عمل للخارج، يكفيه أن يتسمر طوال الجلسة فاغرا فاه، وناخبو دائرته يصرخون: "مدد يا مرسي... مدد يا سيدنا الشيخ".. ورحماك يا رب

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1014 - الأربعاء 15 يونيو 2005م الموافق 08 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً