العدد 1013 - الثلثاء 14 يونيو 2005م الموافق 07 جمادى الأولى 1426هـ

يا صبر "أيوب / البحريني" على بلواه؟!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

لا أعلم إلى أية درجة يستطيع الفرد منا أن يتحمل أنواع الضغوط التي تحيط به، فأنواعها تتغير بحسب ماهية عمل ونشاط هذا الفرد في المجتمع أكانت سياسية أو اجتماعية أو حتى في بيئة العمل التي يعمل بها، بل ما هي الآلية التي يمارسها للتغلب أو حتى لمجاراة هذه الضغوط النفسية منها والبدنية؟ كمية الضغوط كبيرة وأنواعها كثيرة ولكن أساليب صدها قليلة وخصوصا بالنسبة إلينا نحن البحرينيين الذين لا حول لنا ولا قوة! كون الحيلة التي يملكها الفرد منا، وفي أحيان كثيرة، قليلة قد تصل إلى درجة "الشحة"! فتغير أنواع هذه الضغوط يختلف من فرد إلى آخر باختلاف البلدان. .. فهي لدينا تصل إلى نصيب الأسد ودليلك عليها انتشار أمراض مزمنة كثيرة مثل القلب والسكر والضغط وحتى الجنون والأعصاب في أوساط مجتمعنا الصغير مثل الزكام من كثرها!

فهل تتوقعون مثلا أن يعاني إخواننا الكويتيون والقطريون والسعوديون والإماراتيون كما يعانيه نصف البحريني مثلا من ضغوط التي من كثرها أصبحنا خبراء في التعايش معها، كوننا نعيش في خليج واحد ومقدرات بلداننا تتشابه إن هي لم تتوحد من النواحي الاقتصادية والبيئية... ولكن تأتي الاختلافات في هذه الضغوط التي تمثل أحد أكبر أمثلتها تلك الاهتمامات التي يراها أشقاؤنا بديهيات ونراها نحن طموحا وأهدافا تفني أكثر من أنصاف أعمارنا بل هي أعمارنا كلها فقط لنبنيها، وخذ لك السيارة والبيت "السكن" والعمل أمثلة ولن تنتهي؟!

فحتى يملك البحريني منا سيارة تصلح للاستخدام الآدمي يتناوب عليها هو وزوجته في قضاء حوائجهما اليومية ومشاويرهما ولا تكون من رواد الكراجات يجب عليك أخذ قرض تدفع فيه نصف راتبك الذي لا يتعدى ثلاثمئة دينار في أحسن وأفضل الحالات! وطبعا أنت تدفع هذا المبلغ على مدة تصل إلى سبع سنوات... يعني ما إن تنتهي من قيمة القرض إلا وسيارتك وصلت إلى مرحلة من الاستهلاك التي تحتاج فيها إلى استبدالها على الأقل.

وإن أردت أن تمتلك أرضا... وما أدراك ما هي الأرض في البحرين؟! في وقت قليل سابق يمكنك أن تشتري أرضا بعشرين ألف دينار"هذا السعر كان خياليا" وبعد أن تكفل وتحلف وتقسم بأنك ستدفع المبلغ مادمت حيا... وكل طرف يريد ضماناته من المصرف وأصحاب الأرض "البائعين" ورسوم التسجيل والتوثيق والإصدار وغيرهم، حتى تظل تدفع قيمتها عشرين سنة... وبعدها تأخذ قرض بناء آخر لتدفع فيه ما تبقى من عمرك الآخر ليكون ورثا تورثه لأحفادك... إلا أنك وصلت إلى مرحلة أصبح فيها امتلاك الأرض للبحريني في البحرين أشبه بالمستحيلات وكأنه يريد أن يمتلك في المريخ أو في "..." لا أعلم... فالأرقام خيالية فلكية لا يستطيع لا المصرف ولا غير المصرف إعطاءك إياها من هولها!

ولكن خذ الاخوة جيراننا "عليهم بالعافية"... فهل هم يعانون مثل هذا الضغط أم أنهم يعانون ضغوطا أخرى أخف وطأة مثل مطالبتهم بالسفر إلى شتى بقاع الأرض سنويا أو امتلاك هواتف نقالة آخر موديل تتبدل مطلع كل شهر، غير تبديل السيارات كل سنة، واحدة للزوج وأخرى للزوجة والثالثة للسائق؟!... فهل هذا يحدث للبحريني من حيث كوننا سنحسبها معيارية للترف والدلع! فيجب تعديل المقولة المشهورة "يا صبر أيوب" إلى "يا صبر البحريني على بلواه"؟!

ولكن في ظل الظروف الراهنة التي نعيشها نحن البحرينيين المساكين... وعلى رغم مطالبة النواب اللحوحة برفع مستوى معيشة بعضنا "القطاع العام" من خلال "طرارة" خمسين دينارا تدفع هنا مرة واحدة، أو زيادة رواتب "القطاع العام أيضا" خمسة أو عشرة دنانير في الشهر، أو مطالبة بعيدية تدفع حتى ولو بعد العيد "لموظفي القطاع العام أيضا" بأثر رجعي... وفي ظل كل هذه التطورات الجبارة التي يقوم بها نوابنا "للقطاعين العام والخاص" للوصول إلى مستوى مشرف يخفف عنا كاهل الضغوط المعيشية... فأنا أجزم بأنه اليوم الذي سنرى فيه زيادة عدد الذين "يطرون" في الشوارع من آباء وأمهات... وكذلك عدد رواد ومطالبي الصناديق الخيرية سيزيدون بشكل ملحوظ يضاهي عدد العاطلين الذين لا نعرف لهم رقما إلى الآن... والله يستر

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1013 - الثلثاء 14 يونيو 2005م الموافق 07 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً