قال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب عادل المعاودة: "إن أكبر مشكلة تواجهها البحرين هي الطائفية"، مضيفا "لكن لا تحاول أن تقصي الآخر لأنك أكثر عددا، يجب أن تجعلهم متساوين"، وذلك في إشارة إلى المطالبة بتوزيع عادل للدوائر الانتخابية، وأكد أنه لا يدافع عن أعمال الزرقاوي في العراق بقوله: "لا نؤيد الزرقاوي فهو يبحث عن رقابنا، طبعا إذا كان هناك زرقاوي". وأشار المعاودة إلى أنه نصح بعض المعتقلين البحرينيين في غوانتنامو، بعدم الذهاب إلى أفغانستان. جاء ذلك خلال حديث للمعاودة في مجلس النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون، مساء أمس الأول.
وفي بداية حديثه شدد المعاودة على أهمية التواصل، "إذ إن كثيرا من الأحكام بنيت في الخفاء"، ونوه بقرب كتلته من كتلة الديمقراطيين التي يرأسها عبدالهادي مرهون، موضحا "أنه لا يمكننا جعل كل المسئولين والسياسيين علماء دين، فنحن لا نستطيع الاستغناء عن كل الناس".
وأضاف "سأتحدث عن المنطلق الذي نعمل انطلاقا منه، فدائما ما يقال لنا إنكم تعتبرون الديمقراطية كفرا، ثم دخلتم إلى البرلمان، الذين يقولون لنا مثل هذا الكلام لنا فهمهم الشرعي قاصر، فنحن أصل عملنا دعوي، ولا أقصد بكلمة دعوي هنا أننا ندعو إلى جماعة، وإن تمت تسميتنا بأسماء، ونحن لا نرى أن قولنا حق لا يتطرق إليه الخطأ، إننا نريد إقامة الإسلام، فلذلك نرى أسئلة كل الوفود الأميركية وغيرها تسألنا عن الذي نقصده عن دعوتنا إلى أسلمة القوانين، لقد تعلمنا من العلماء أننا لن نستطيع إقامة الإسلام لوحدنا، فهو لن يقوم إلا بقيام الأمة به، أما لماذا الإسلام، فنحن نجيب لأن هذا تكليف شرعي، كما أن الإسلام أرحم شيء بالناس وفيه حلول لكل مشكلاتهم، البعض يرى أن ثورة الخميني أضرت بالسنة، في حين أننا نرى أنها، مثلا، جعلت الكثيرات يلتزمن بالحجاب، نحن لدينا حال مراجعة لمواقفنا حتى من التيارات الأخرى كالناصرية، فهي خدمت الإسلام إذ بعثت بالقراء إلى كل مكان، وغير ذلك على رغم الكبت الذي كان موجودا من قبلها، إننا نرى أن الأصل في المسلم السلامة، ويجب أن نعمل مع الناس بحسن نية".
وتطرق المعاودة إلى التجربة النيابية الحالية، قائلا: "من واجبنا أن نضع الإسلام في قالب يفهمه الناس، ويجب أن يتمثل ذلك في مشاركة ورقابة شعبية، إننا في مجلس النواب الآن حتى لو لم نشرع أي قانون، فإن الوزراء أصبحوا يعلمون الآن أنهم سيسألون عما يفعلونه، وهذا في حد ذاته إنجاز، فقد كان بعض الوزراء يعتبر الوزارة كأنها مزرعة له، هذا هو منطلقنا في العمل، وهو ما لا يعرفه كثير من الناس".
وعن اتهام التيار السلفي بتكفير الآخرين أكد المعاودة "ما أقوله ليس مجاملة، لكن السلفيين هم أشد الناس عداء للتكفيريين، البعض يقول عني إنني عميل للمخابرات الأميركية CIA، لكنني أقول لا توجد أدبيات ضد التكفيريين كما هي عند السلف، فنحن نعتبر أن هذا فكر تدميري، وأقول آتوني بفتوى معتبرة عند السلفيين، ترى جواز قتل الشيعة".
وعن تأييد الخط السلفي لأعمال الإرهابي أبومصعب الزرقاوي، رد المعاودة: "نحن لا نؤيد الزرقاوي فهو يبحث عن رقابنا، طبعا إذا كان هناك زرقاوي، وحتى طالبان كانوا يقولون إن الوهابية كفار، وأنا شخصيا نصحت بعضا من معتقلينا في غوانتنامو بعدم الذهاب إلى أفغانستان لما شاهدته هناك من بيئة خطرة على الشباب".
وعن الوضع الطائفي في البحرين، أوضح المعاودة "أن أكبر مشكلة تواجهنا في البحرين هي الطائفية فهي تذهب بطاقاتنا، لكن إذا حصل كل على حقه وبالتساوي مع الآخرين، فسيشعر براحة وخصوصا إذا ما توافرت لديه أساسيات الحياة، مثل العمل والمسكن، والدراسة، والضمان الاجتماعي، ولا شك أن ثقافة قبول الآخر هي ثقافة ضرورية، نحن لا نستطيع حل كل المشكلات، لكننا يجب أن نحل ما نستطيع حله، يجب أن تكون هناك عدالة في توزيع الثروة، والواجب علينا جميعا محاربة الطائفية".
وعن بيان جمعية الأصالة بشأن ما أسمي بتجاوزات عاشوراء، وهو البيان الذي أثار مشاعر الطائفة الشيعية، قال المعاودة: "بيان الأصالة لم يكن الجميع في الجمعية موافقين عليه، لكنه صدر ونال هجوم الجميع، وهذا البيان هدم ما بني من الجهود".
وعن موقف كتلة الأصالة إزاء المطالبات بإجراء تعديلات دستورية، وتعديل رسم الدوائر الانتخابية، مع ملاحظة قوة علاقة الأصالة ومصالحها مع السلطة، رد المعاودة: "هذا صحيح، الإنسان بطبيعته يبحث عن الأمان، التيارات السنية لها علاقة قوية بالسلطة، وهل السلطة تستغل ذلك؟ قد يكون ذلك، فبنفس ما يأخذه الشيعة على السنة، يأخذ السنة على الشيعة، لن نتبارى في المكاسب، لكن لا تحاول أن تقصي الآخر لأنك أكثر عددا، يجب أن تجعلهم متساوين، نحن لم نصل حتى الآن إلى الدرجة التي ننظر فيها إلى المواطن كمواطن"
العدد 1013 - الثلثاء 14 يونيو 2005م الموافق 07 جمادى الأولى 1426هـ