ليس حدثا عابرا قيام مستثمرين بتأسيس أول إذاعة وفضائية مستقلتين في البحرين. بل جدير تحرك كهذا بوقفة إشادة وتشجيع وأمل في تحرر "صادق". فبعد انقشاع العتمة الصحافية قبل اعوام كنا نرتقب ايضا اليوم الذي نرى فيه حركة متحررة اكثر على الصعيدين الإذاعي والبث التلفزيوني.

كان من الممكن ان نبقى عقودا أخرى "محجورين" ليس لنا مفر إلا مشاهدة عدة قنوات وإذاعات "هشة" في مضمون غالبها، لولا مجيء موجة الانفراج الاعلامي، وإن كانت معبأة بالغث والسمين. وحتى هذه الموجة حاول مريدو "الاحتكار" أن يقاوموها لولا انها كانت تضاهي موجة زتسوناميس.

كم كانت تنتابنا الرغبة لرؤية إعلام يتنفس أحاسيسنا بعيدا عن الهواء المفروض علينا قسرا، وبعيدا عن الحجر السياسي فإن الاعلام الرسمي عموما أثبت أنه واضع حجر الاساس في تدهور الوضع الإعلامي العربي مضمونا وتقنية وحرية، ما أثر على المستوى الثقافي والفكري لدى الشعوب العربية.

المهم... ها نحن نخطو على أعتاب بادرة انفراج إعلامي أخرى، بينما يحدونا الأمل إلى ان تتسع رقعة هذا الانفراج، لنرى غدا سواعد أبناء هذا المجتمع الأصيلة تقدم لنا نموذجا إعلاميا راقيا. وفي الوقت الذي نشد فيه على ايدي القائمين على الإذاعة والفضائية فإننا نرجو ألا تكون هذه البادرة مجرد صورة متكررة للإعلام الخاوي البليد الذي يجعل من جسد المرأة فحسب مادة دسمة يتاجر بها، بينما تغيب عنه برامج التثقيف وإنارة الفكر