أمي. .. يا حبيبتي... أين أنت؟... لماذا لم تنقذيني حتى الآن من سجون التعذيب في غوانتنامو؟ أمي... أرجوك أن تنقذيني وتخرجيني من ظلام السجون التي تمتهن فيها الكرامات... أخرجيني يا أمي من مكان سجنت فيه بغير ذنب ولاقيت فيه صنوفا من التعذيب لا يرضاها الله حتى للحيوان... حاربي يا أمي كل الظروف الصعبة وقاتلي على جميع جبهات المسئولية من أجل إرجاعي إلى وطني الحبيب "البحرين" ولا تيأسي ولا تصدقي كل ما يقال عني من صحة وقوة وارتفاع في المعنويات لأني الآن مريض وضعيف ومحطم ومكسور الجناح... أمي... إذا لم تتحركي أنت الآن ومعك جميع الأمهات البحرينيات فسوف لن أراك أبدا ولن تريني إلا في الآخرة إن شاء الله... فالصراحة يا أمي أن الحكومة وجميع المسئولين في مملكة البحرين لا يريدون استرجاعنا أبدا من سجون التعذيب والموت في غوانتنامو... والصحيح أيضا أن الحكومة ليست لديها أية أخبار عنا ولا تريد أن تورط نفسها مع الحكومة الأميركية حتى بالسؤال عن أحوالنا وإنما هي تمارس نوعا من التخويف والتسويف لكم إن أنتم أبديتم أي نوع من الامتعاض أو التذمر أو حتى التصريح لوسائل الإعلام... ولابد أن تعرفي أن المعلومات البسيطة التي دائما ما تصلكم عني وبشكل دوري هي من صنع الاستخبارات الأميركية فقط وكلها أخبار مغلوطة ومفبركة ولا يمكن أن تصدقيها يا أمي... اللباس هنا موحد في التصميم ومختلف في الألوان فقط حتى يعرف الجندي الأميركي من هم مجموعته في التعذيب لذلك اليوم... جميع الألوان موجودة حولي وقد جربتها من قبل ماعدا اللون الأبيض "الكفن" الذي سيلبسوني إياه عندما يرسلوني لكم جثة هامدة إذا لم تتحركي من الآن وتنقذيني.. .أمي... أرجوك يا أمي قولي لأبي أن لا يصدق الوعود وليتنح جانبا ويترك لك المجال لإخراجي من هنا فلم أعد أحتمل قساوة التعذيب... لقد سمعنا عن مبادرة النائب الشيخ محمد خالد بتشكيل لجنة شعبية لنصرتنا وإخراجنا من هذه السجون ولكنك لا تصدقي ذلك يا أمي لأن هذه المبادرة قد وئدت في مهدها وأسكتت جميع الأصوات من حيث لا نعلم ولا ندري... أمي... لا تصدقي بأني كنت أقاتل الجيش الأميركي في أفغانستان أو حتى اني قد حملت السلاح يوما ضدهم أو ضد غيرهم... فأنا شخص مسالم ولا أعرف كيفية حمل السلاح أو استخدامه ولم أدخل أفغانستان يوما أبدا... أمي... لقد كنت في باكستان أساعد المسلمين الفقراء والمساكين وأسلمهم مساعدات أهل الخير من المسلمين الخليجيين عندما حجزني مجموعة من المجرمين وقطاع الطرق الباكستانيين وأسروني ثم باعوني بثمن بخس للقوات الأميركية... أذاقوني في باكستان أشد أنواع العذاب الذي لا يمكن أن تحتمله النفس البشرية ثم نقلوني إلى أفغانستان حتى يتم تصويري هناك ويبلغوا الرأي العام العالمي أنهم أسروا مقاتلين من طالبان مع أن الجميع يعرف أن الجنود الأميركان قتلوا جميع من حاربهم حتى المصابين المستسلمين لهم وبعد أن ثار الرأي العام العالمي عليهم أصبحنا نحن كبش الفداء... سجنونا في أقفاص للحيوانات... عذبونا... ضربونا... كسروا أضلعنا... أهانونا وحطمونا تحطيما... من دون أية رحمة ومن دون أي وازع أو ضمير... ولا لذنب اقترفناه... فقط حكم القوي على الضعيف ناسين أو متناسين قوة الله العلي العظيم الجبار الرحيم... أمي... يا حبيبتي... شمري عن ساعديك وأخرجي ما في قلبك ليسمعه الجميع... اطرقي جميع الأبواب من أجل إنقاذي... توكلي على الله الرحمن وخالق الإنسان ولا تخافي من شيء أبدا في سبيل إخراجي من هذا المكان المظلم الموحش... أمي... يا قرة عيني... إما إنقاذي الآن وإلا وداعا... ليت لك عين فتري ما ألاقيه من عذاب شديد في مكان بعيد تنعدم فيه الأخلاق البشرية وينعدم فيه الإنسان ويهان فيه القرآن الكريم... أمي... هذه آخر صرخة تسمعينها مني..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1012 - الإثنين 13 يونيو 2005م الموافق 06 جمادى الأولى 1426هـ