شهدت إيران قبل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية التاسعة المزمع انطلاقها يوم الجمعة المقبل حوادث متفرقة فقد وقعت سلسلة انفجارات هزت مدينة الأهواز والعاصمة طهران أسقطت عشرات القتلى والجرحى، أصابع الاتهام وجهت لعناصر عربية تسللت من العراق إلى الأهواز المدينة التي يسكنها غالبية عرب والغنية بالنفط والواقعة في إقليم خوزستان جنوب غرب إيران.
طهران استقبلت من جهات أميركية ومراكز حقوقية انتقادات عن عدم نزاهة وشفافية الانتخابات قبل موعد إجرائها وتوجه الناخبين إلى مراكز الاقتراع لاختيار احد المرشحين الثمانية الذين رشحهم مجلس صيانة الدستور والمخول في انتقاء مرشحين من بين آلاف الأشخاص الذين تقدموا بطلب الترشح للرئاسة خلفا لمحمد خاتمي، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن رئيس مصلحة تشخيص النظام هاشمي رفسنجاني هو الأوفر حظا في الفوز.
إيران ردت على الانتقادات وحذرت تلك الجهات من مغبة التدخل في الشئون الداخلية، كما قالت اثر الانفجارات التي هزت طهران والأهواز بأن أيادي عراقية تدربت على أيدي أميركيين تسللوا عن طريق البصرة إلى الأهواز لإثارة القلاقل والاضطرابات كذريعة تمنع وصول الناخبين إلى صناديق الاقتراع ومن ثم التأثير على نسبة التصويت التي هي معيار يقيم مدى صحة ونزاهة الانتخابات. وكانت الأهواز شهدت سابقا حوادث عنف بسبب بث رسالة مزورة نسبت إلى محمد أبطحي رئيس المكتب السابق لخاتمي تشير إلى عزم الحكومة إجراء تغيير على التركيبة السكانية ومساعي نقل السكان العرب إلى شمال إيران فاندلعت على إثرها مواجهات أوقعت ضحايا.
الانفجارات تزامنت مع زيارة سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي حسن روحاني إلى المنطقة وترويجه لمشروع "الشرق الأوسط الكبير الإسلامي" إضافة إلى مباركة أميركا لمحمد البرادعي للترشح لولاية ثالثة لمنصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد معارضتها له مسبقا نظرا إلى مواقفه المرنة بشأن النووي الإيراني... وتأتي أيضا عشية توجه الناخبين للتصويت... هل تشكل الانفجارات علامة فارقة في رسم خريطة سياسية تبرر أميركا له وتخلق الذرائع لأجل انطلاق قطار الديمقراطية والمؤمل أن يصل في وقت قياسي ليمر عبر جميع أقطار العالم الإسلامي دون حواجز وعراقيل... فلننتظر
العدد 1012 - الإثنين 13 يونيو 2005م الموافق 06 جمادى الأولى 1426هـ