تسعى دول العالم ضمن الاجندة الدولية الحالية إلى تحقيق مفهوم التنمية المستدامة بشكلها الصحيح وذلك بهدف خلق عالم مستقر بيئيا وصحيا.

ولكي يتحقق ذلك لابد من ايجاد الادارة الرشيدة التي يمكن أن تساعد المدن في حماية البيئة التي تستطيع مثلا تخفيف الضغط على المناطق الريفية إذ يمكن أن يهدد الإنسان المواطن الطبيعية للحيوانات والنباتات.

واليوم اصبحت مدن العالم في غالبها تعد مستهلكا كبيرا للمصادر الطبيعية بل ومنتجا للنفايات بمختلف اشكالها فتنتج غالبية الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تسبب تغييرا في مناخ العالم.

وتحث الامم المتحدة عبر رسالتها التي وجهتها في يوم البيئة العالمي السعي على تحسين جهود التخطيط لإنشاء "مسطحات خضراء" في المدن السريعة النمو التي ابتليت الكثير منها بتلوث الهواء والمياه إلى مشروعات الصرف الصحي.

وهذه الجهود جميعها منصبة على حقائق اهمها انه مع حلول العام 2030 سيعيش ما يزيد على 60 في المئة من سكان العالم في المدن ارتفاعا من نحو نصف هذه النسبة الحالية وثلث ما كانت عليه هذه النسبة في العام .1950

ولعل إنشاء المدينة الخضراء من قبل الجامعة الأوروبية التي من المقرر ان تنشأ في البحرين مثال طيب لبداية جادة لنشر الوعي البيئي، لكننا نأمل ان لا يكون هذا المشروع تحصيل حاصل لا يحقق الهدف المرجو منه خصوصا في ظل غياب الوعي واستمرار اقتراف جرائم البيئة من أكبر مسئول إلى اصغر مواطن في الدولة... دون محاسبة فعلية وقانون يطبق على الجميع دون استثناءات!

إن كان هذا المشروع الضخم سيجعل من البحرين كما ذكر في الصحافة المحلية اول دولة في الشرق الأوسط تتبنى انشاء مدينة خضراء "كما اعتدنا على انها السباقة رغم انها تأخرت كثيرا فيما يتعلق بقوانين ومشروعات البيئة" تكون الوجهة السليمة لابحاث البيئة وتطوير إدارة المياه في المنطقة لتوفير المياه الصالحة للشرب ولاستعمالات الزراعة... فربما نحن بانتظار معجزة بيئية