العدد 1011 - الأحد 12 يونيو 2005م الموافق 05 جمادى الأولى 1426هـ

بعض الموظفين يطاردونني كما يفعل اللوبي الصهيوني لتحقيق أهدافه

رئيسة جامعة الخليج العربي ترد على ما نشر من انتقادات

رفيعة بنت عبيد غباش comments [at] alwasatnews.com

-

أعتذر من القارئ لطول المقال ولكن آمل ان يقرأه كاملا. لم أكن اتصور يوما ان اكتب عن "هموم" شخصية مررت بها اثناء عملي في الجامعة، لكن المقال الذي نشر أخيرا في احدى صحف البحرين عن هموم الجامعة، بقدر ما آلمني... ان يكون هذا هو تقييم الصحافة البحرينية لتجربة الادارة الجديدة للجامعة، بقدر ما اثار بداخلي احساسا بالألم ليس لذاتي ولكن لمجتمع البحرين، هذا المجتمع الطيب، الكريم، المعطاء، باذل الجهد ليتبوأ القمة في تقارير التنمية الانسانية، مع ذلك هناك افراد قلة يسيئون دائما للمجتمع ولمن يحاول ان ينهض بجانب من جوانب التنمية، وتجربتي في الجامعة تأتي في هذا الإطار وبالمناسبة لقد أكملت في هذا الاسبوع أربع سنوات، وبدأت الأربع الأخرى، وكنت اتمنى ان يكون هناك من يراجع ويقيم عملي ويوجهني، لا ان يأتي شخص غير معروف، لم تطأ قدمه ارض الجامعة، ليتطاول وينتقد شخصي وليس عملي، ولكن من البداية ولأريح القارئ واطمئنه بان هذا الانسان غير موضوعي، وان دافعه شخصي اراد به النيل من ابناء الامارات واستهدافهم بسبب هو يعرفه جيدا... اراد ان يقول لسفارة الامارات ان قلمه اقوى من الحصانة الادبية التي يتمتع بها الضيوف الرسميون على مملكة البحرين، ولذلك فقد قال ما قال.

ما حققته الجامعة في الأربع سنوات... لا يحتاج الى ان اسجله هنا فالحمد لله يعرف الجميع ان الجامعة اليوم هي غير التي تسلمتها منذ أربع سنوات، جامعة لها هيبتها، ليس في المجتمع فقط ولكن بين وامام من يعملون فيها، لقد أصبح للعمل قيم واخلاق والتزام واحساس بالمسئولية، لم يعد هناك من يتلاعب بأموال الجامعة أو يهدرها، لم يعد مناخ الجامعة يسمح للموظف بالوجود لساعتين فحسب بينما يقضي ما تبقى من وقت في متابعة أعماله ومصالحه الخاصة، لم يبق هناك مسئول يقبل بسرقة ابنه لأموال الجامعة ويغطيه بماله من مكانه، القانون أصبح يطبق على الجميع... المجتهد يكافأ، والمتهاون ينبه، واللا منتمي يترك ابواب الجامعة غير مأسوف عليه. المجتهدون كثيرون، وقد استحقوا الترقيات والمكافآت، والأهم هو اعتزاز الجامعة واشادتها بهم في كل تجمع واحتفال رسمي.

دولة المقر أكرمت الجامعة طوال مسيرتها وفي هذه السنوات الأربع لم ترد للادارة طلبا: الغيت ديون الكهرباء القديمة، منحت للجامعة اراضي جديدة لتقيم عليها مراكز علمية عالمية، بتمويل كريم وسخي من الذين لجأت اليهم، واكثر من ذلك فقد منحت دولة المقر الجامعة الدعم المعنوي والمادي، تمثل ذلك في زيارتين لقرينة ملك مملكة البحرين - رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة وزيارة لولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حفظهما الله، ومعظم وزراء المملكة يشاركون الجامعة فعالياتها، ورئيس مجلس الشورى فخر للجامعة ان يكون عضوا لمجلس امنائها.

ولا حديث لي عندما اعود لأهلي في الامارات أسبوعيا الا عما اجده من تقدير واحترام ودعم من البحرين حكومة وشعبا.

سعادتي ان الجامعة أصبحت من غير ديون، وزادت مواردها المالية، ووظفت تلك الموارد واستثمرت لصالح الجامعة. والاهم من المال اصبح لدى الجامعة فريق عمل من البحرينيين وغيرهم، تأصل بداخلهم الاحساس بالانتماء والولاء فأصبحوا شركاء ومسئولين عن وضع استراتيجية لتطوير الجامعة، وهم الطاقة البناءة المسيرة للجامعة وليس رئيسها الحالي أو المستقبلي، لقد بذلت جهدا في ترسيخ هذا الاحساس لدى زملائي الموظفين الاداريين والاكاديميين، ناقشنا وبشكل مطول، وعلى مدى اشهر، استراتيجية الجامعة القادمة، وكنت اؤكد دائما أن المؤسسات تدار بروح الفريق، وان العمل مستمر ما بقيت الاستراتيجيات ووجد النظام، وان وجود الاشخاص أو غيابهم لا ينبغي ان يوقف العمل، فالرئيس ضيف على الجامعة، يأتي ويرحل، وانتم ابناء البحرين باقون فيها، كونوا دائما اصحاب رؤية لتطوير مؤسستكم، وان المؤسسة الناجحة هي تلك التي يديرها نظام له احترامه وهيبته، لا رئيس يخيف الموظفين حضوره ويشجعهم غيابه على التسيب والتلاعب، هذه هي رؤيتي وفلسفتي التي أدير بها الجامعة.

نعم غيرت ديكورات الجامعة ووضعت الاخشاب بدلا من مكاتب الالمنيوم، والرخام الجميل بدلا من السجاد الاغبر لطول امد استهلاكه، واعتز بهذا التطوير كما اعتز بزيادة نسبة الطلاب 30 في المئة والموازنة عبر الموارد الذاتية 40 في المئة، واضافة ثلاثة برامج ماجستير جديدة والبدء في فتح باب الدكتوراه ولايزال هناك الكثير لأقوم به، وأعود وأقول لكم، اعتز بالديكورات التي أصبحت حديث المجتمع البحريني، وكم اسعدني ان زميلة لي في مؤسسة أخرى استأذنت في أن يكون مكتبها من مكتبي، يسأل كل من يأتي للجامعة عن شركة الديكورات التي اشرفت على ذلك كله... وهو تساؤل يسعدني، وما يسعدني اكثر السؤال عن كلفة كل ذلك التغيير؟ اقول لهم بصراحة وبكل اعتزاز ان كل ذلك الانجاز على صعيد تجميل المكان لم يكلف الجامعة شيئا يذكر، المواد مكدسة في المخازن وقد مر عليها عشرون عاما من الاخشاب والاصباغ، والعاملون هم قسم الصيانة في الجامعة الذين يعتزون بما غيروا وطوروا في الجامعة امثال خليفة الوردي ويوسف الخيري وزملائهم ومتابعة احمد بوقيس من الصيانة ونزار الجودر من المشتريات وبديع السعد من الخدمات، والتدقيق في الحسابات من قبل محمد صالح الحداد، واسماء كثيرة من داخل الجامعة وخارجها من يصدق ان احمد الجناحي صاحب المشروعات الضخمة داخل البحرين وخارجها، يستجيب لطلبي بزيارة الجامعة وابداء رأيه هو وكبير المهندسين لديه، ليطمئنوا على الجوانب الهندسية في التغييرات، وغادة السيد تقول شرف لي ان اخدم جامعة الخليج، ولا اخجل ان اقول إن رئيسة الجامعة تذهب بنفسها للشركات لتطلب اسعارا خاصة لجامعة الخليج حتى في شراء الرخام الذي استفز ذلك الكاتب، وهي نفسها رئيسة الجامعة التي زارت حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة الجوهرة بنت ابراهيم البراهيم وحصلت منها على هبة لبناء أكبر مركز علمي لدراسة الأمراض الوراثية بالنسبة إلى رئيسة الجامعة خدمة الجامعة والحرص على مالها لا يحرجها، وهي أي رئيسة الجامعة بقدر ما تحرص على بيئة مكتبها تحرص كذلك على بيئة العمل لبقية الموظفين لتكون راقية، وتستمد الطاقة مما حولها من اضاءة طبيعية وحدائق بقدر المساحة المتاحة لنا. لقد كان هذا جزءا من خطة عمل شاملة، توازي مع هذه التغييرات إعادة تقييم للعمل الاداري، وتقييم خارجي للعمل الاكاديمي، واضافة لبرامج ماجستير جديدة وجوانب كثيرة صعب ذكرها، ولكن يكفي للرد على مقولة الكاتب عن تهيمش البحرينيين، انني حين أتيت لم يكن هناك رئيس قسم بحريني في كلية الدراسات العليا، اليوم يدير مجال التقنية الخبير العالمي في المياه وليد زباري الذي لا يتواجد في الجامعة بقدر تواجده في المنظمات العربية والدولية وهذا اعتزاز للجامعة، وتدير برنامج التقنية الحيوية بسمة البحارنة وعلوم الصحراء اسماء ابا حسين، وغيرهم من الكفاءات في كلية الطب والعلوم الطبية، والشئون الادارية التابعة لها.

هذا قليل من كثير في مجال ما انجز في جامعة الخليج العربي، ولكن هل ينعكس ذلك على معنويات رئيسة الجامعة، بالتأكيد الانجاز المتميز يخلق حال فرح ويخفف ارهاق العمل مهما كبر حجمه، ولكن للأسف تغيرت علاقتي النفسية والإنسانية بالجامعة، لم اعد اشعر بالامان ولا بالطمأنينة.

لقد اكتشفت ان هناك فئة من الموظفين بالجامعة، لا اعرف عددهم أو حجمهم، ولا اسباب نقمتهم على الجميع وعلي انا شخصيا، وانا بتنشئتي واخلاقي وديني لم اتصور يوما ان يكون هناك إنسان على وجه الأرض قد يتعرض لي بالسب أو القذف ولكن هنا في الجامعة الرسائل الكيدية غير الموقعة تصل كل فترة، فيها حقد بشري لا اعرف مصدره، وتطاول، أحيانا ما هو اكثر من ذلك وكلها موجهة لي، ترسل لأعضاء مجلس الأمناء، ولوزراء التعليم العالي، ولا أدري كذلك ان كانت أرسلت للقادة في دول الخليج، وليلة وصول أعضاء مجلس الأمناء لفندق الريجنسي لحضور الاجتماع للمجلس تسبقهم الرسائل في غرفهم.

ولم يكتفوا بالمواقع العامة، ولكنهم طاردوني حتى في منزلي، الذي لا اعرف عنوانه البريدي ولكنني اعرف كيف اصل اليه فقط، ولكنهم هم يعرفون رقم المنزل والشارع وكل شيء.

ويستمرون في مطاردة هدفهم كما يفعل اللوبي الصهيوني حين يريد ان ينال من جهة ما، منظمين مثلهم، محددين اهدافهم البغيضة، فكيف لي ان اشعر بالامان وهذا شيء مما حولي.

بيئة العمل عموما هادئة، ولكن هناك فئة أخرى من الموظفين في الجامعة لهم سمات غريبة، عدم الرضا، عدم الشكر، الحسد والغيرة، ولا اعرف من اين أتوا بهذه السمات وهم من هذا المجتمع الطيب، اعطيكم بعض الامثلة، موظف عادي، تمت ترقيته ليكون رئيسا لاحد الاقسام المهمة في الجامعة، أول مطالبه كانت تغيير مكتبه، قلنا لا بأس، عمل مكتب استقبال، تغيير الديكور، أيضا لا بأس، وبعد اشهر قليلة اعطي كذلك رتبة زيادة، لحسن ادائه، رفضها بقوله انه يستحق رتبتين، موظف آخر اشتكى انه مهمش وانه لم يحصل على أية ترقية منذ تعيينه، وعلى رغم ضعف التقارير عنه، فإننا منحناه فرصة وعين رئيس قسم، وبعد أشهر اعطي رتبة أخرى في السلم الوظيفي، كتب على قرار ترقيته يقبل مع التحفظ، ويعقب انه أفضل من غيره ويستحق اكثر، موظفة اخرى مجتهدة جدا، ومن ذوي الكفاءة، اعطيت ترقية ولكن زملاءها بالعمل لم يأتوا لتهنئتها بل تجمعوا على مكتبها ليطالبوها برفع مطالبهم بالترقية وتحسين أوضاعهم.

أحيانا نضطر لابلاغ الموظف بترقيته همسا، ونصدر القرار اثناء الاجازة حتى لا يتعرض لمثل هذه النقمة من زملائه.

هل أزيدكم من هذه المشاعر البغيضة، العام الماضي رافقت اختي في سفر لعلاجها من السرطان، ومجتمع الجامعة المحيط بي كان يرى كيف كنت اواصل عملي قبل سفري ودموعي لا تتوقف حزنا عليها، ما ان سافرت حتى تحركت تلك الفئة وارسلت رسائل لمجلس الامناء يشكون غيابي وسفري، لم أصدق ان في مجتمعاتنا الخليجية من هم بهذه الاخلاق غير الإنسانية، هؤلاء كالافاعي يعرفون كيف يلدغونك، ويقتلونك حزنا وانت لا تراهم ولا تعرف من هم، فهم يعيشون في الظلام، وجبناء لا يواجهون الناس.

الضغوط التي اتعرض لها كثيرة ويومية، وعلى كل المستويات، أعلمت في اول عام لي في الجامعة بان هناك من يخالف قانون التقاعد، تابعت الأمر سنتين، وتشاورت مع محامي الجامعة السيد الفاضل حسن رضي، وعليه اتخذ قرارا جماعيا بان لا يتم التجديد لهؤلاء الموظفين، وتم اعلامهم بما يتفق واللوائح في الجامعة، الضغط بدا، وتحركت الكثير من الشخصيات ذات الثقل، وأعضاء من المجلس النيابي "البرلمان" زاروني في مكتبي، وغيرهم الكثير يطلبون مني التراجع عن القرار وعودة الموظفين، كنت اتوقع ان يقف هؤلاء معي ويدعمونني في مثل هذا التوجه الذي يعالج تلك التجاوزات المخالفة للقانون، ومع ذلك كنت دائما حريصة على الالتزام بالانصات للمطالب والرد بالكلمة الطيبة والاحترام، ولكن كنت ومازلت صارمة حاسمة ولا استجيب لأي ضغط اذا كان يتعلق بسلوك موظف لم يحترم لوائح مؤسسته، ولا يظهر انتماءه لها، وامانته عليها.

والضغوط تزداد حين تكون المسألة متعلقة بقضايا اخلاقية، رجل أمن يتحرش جنسيا بطالبة، ما هي ردة الفعل؟ فصله من العمل فقط، للأسف ليس هناك مجال لتحويله للقضاء حفاظا على سمعة الطالبة، وخوفا على مستقبلها، ولكن تساءلت كيف لهذا الموظف بالأمن ان يخون الامانة، وكيف تأتى له ان يعمل في مؤسسة اكاديمية معظمها اناث وهو بهذه الاخلاق؟ طبعا الواسطة، واسطة المدير الاداري السابق، الذي عينه على رغم ان قرار اللجنة التي قابلته أكد عدم صلاحيته للعمل، ولكن هذه هي الممارسات التي حاولت محاربتها وعلاجها في جامعة الخليج العربي، فساد اداري كالذي تكتب عنه الصحف اليومية في البحرين، الفرق انني هنا اتحمل مسئولية قرارات قاسية كفصل موظف أو عدم تجديد عقده، الأمر الذي جعلني أقل شعبية مما كنت عليه في أول عام، المنصب بالنسبة لي لا يعني الاستمتاع بالوجاهة وارضاء الجميع، لكنه امانة وحمل الامانة ليس بالأمر السهل، واقرأوا معي هذه القصة كذلك لتعرفوا أي فساد اداري يواجهني في الجامعة.

ابن احد المديرين السابقين عين مديرا لاحدى الوحدات الادارية في عام تخرجه نفسه - بالواسطة طبعا - هذا الابن لم يحترم مكانة والده وتاريخه الطيب في الجامعة، قام وعلى مدى خمس سنوات بسرقة منظمة لأموال الجامعة، كيف؟ لقد كانت العطاءات ترسو على شركة واحدة، وعند البحث عن هذه الشركة اتضح انها وهمية وتحمل اسم والدته، المحامي طلب مني ان ادخله السجن فجريمته منظمة، ومع سبق الاصرار وليس مجرد خطأ، ولكن اجتمعت بالمسئولين في الجامعة وطلبت منهم اتخاذ القرار، اتفقوا جميعهم عدا الذي اكتشف السرقة على طلب العفو عن الموظف وتغريمه ما سرق، ووافقت على قرارهم حتى لا تضر سمعة هذا الابن الضال بقية الاسرة، ولم ادخله السجن، ولكن للأسف خرج والده ليكتب عن الجامعة في الصحف ينتقدها وينتقد ادارتها.

اما عما ذكره كاتب المقال، عن استقالة اساتذة كبار من عملهم في الجامعة، ليأتي باسم واحد استقال من الجامعة اثناء الأربع سنوات لأسباب تتعلق بسوء المعاملة، عدا الأستاذ الذي أعفي من قبل مجلس الأمناء، وهذا الأستاذ كانت له المكانة اللائقة والاحترام من قبل رئيسة الجامعة والزملاء، نكنه ظن أن الاحترام والدعم والعلاقة الانسانية تتيح له تجاوز لوائح الجامعة، عندما تم تنبيهه شفويا، لم يحتج ولكنه استخدم أسلوبا آخر ظن انني من ضعاف النفوس، فرشحني لجائزة دولية في غير مجال تخصصي "هو عضو في المؤسسة" اعتذرت وقلت له لا تحتاج لرشوتي بجائزة، تكرر هذا الأسلوب، عرفت أنه انسان منافق، يخضع حين يكون أمام مرؤوسيه، وفرعون على من هم حوله خصوصا القيادات البحرينية الجديدة، ولكن الذي جعلني أطلب من مجلس الأمناء اعفاءه من منصبه أنه ونحن نناقش قضية تتعلق بطالبة دراسات عليا "اخطأت نتيجة اضطراب نفسي"، فإذا به يقول ومن دون أدنى خجل "أنه لو أن الطالبة خاطبته كما خاطبت استاذها، كان ضربها بجزمته".

أستاذ على مستوى علمي عال يتفوه بهذا التهديد أمام رئيسة الجامعة في حق طالبة من طالباته، ماذا يفيد الجامعة من العلم إذا اختفت الأخلاق؟

وأسمحوا لي بقصة أخيرة، من عشرات تمر علي، فقط لتعرفوا حجم الضغوط، مسئول كبير كان موظفا بالجامعة عندما أصبح في ذلك المنصب الكبير، حاول التدخل في سياسة الجامعة في التعيينات، اعتذرت له، وهو في مكتبي، وامام زملائه، كان ردي منطقيا لم يستطع المجادلة فيه، لذلك اتخذ أسلوب الهجوم، ليقول لي هكذا بالحرف الواحد أنت رئيسة الجامعة لا تعرفين ماذا يحدث في جامعتك، الطبيبة فلانة تسهر في ملاه ليلية وتسكر، وفي آخر الحفل تسحب لها رجلا لتنام معه. أسمحوا لي أيها القراء عن هذه اللغة، ولكن هذا نص ما قاله وبشهادة الموجودين، كان عضبي قد أشعرني بشلل في كتفي، ولكن بهدوء الطبيبة النفسية عندما تجلس أمام مريض، قلت له مسئوليتي كرئيسة جامعة في داخل هذا المبنى، أما أين ينام العاملون ومع من، هذه ليست من مهماتي كرئيسة.

قوتي استمدها من الله سبحانه وتعالى ومن الزملاء الذين يقفون معي من داخل الجامعة وخارجها من رجال ونساء البحرين، يدعمونني ويشدون على يدي، كثيرا ما فكرت في قدرتي على الاستمرار في هذه الاجواء غير الصحية، عندها، اتذكر أنني هنا أمثل حكومة وطني الامارات، التي وضعت الثقة بي، وانني استمد عزيمتي وقوتي وحماسي للعمل من موقف حكومة البحرين مني، التي رحبت بي ودعمتني، وكرمتني وأكرمت جامعة الخليج العربي.

كم يسعدني حين التقي صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، وهو يشد على يدي بالسلام، وبالسؤال ان كنت مرتاحة في بلدي الثاني البحرين، وكذلك جميع وزراء البحرين من دون استثناء حديثهم الدائم لي "نحن هنا لندعمك ونسهل مهمتك، وننجح مشروعاتك" وأكثر ما يأسرني هي مواقف صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة، ودعمها اللامحدود وتواصلها الانساني والمعنوي ومواقفها الرائعة، وانسانيتها التي استمتع بها حين التقي سموها، تجعلني ازداد حماسا للعمل والانجاز، متخذة سموها نموذجا لي، وكم انا ممتنة لموقف دول مجلس التعاون وثقتهم بي، هذه الدورة كانت الرئاسة لدولة قطر أو لسلطنة عمان، سلطنة عمان ردت أن مرشحتها هي الدكتورة رفعية، الا يكفيني هذا الدعم لأكون بحجم تلك المسئولية والثقة لكي أصر على الاستمرار مستمدة القوة منها.

مجتمع البحرين هو وطني الثاني، بيوت آل خليفة، آل فخرو، وكانو، والجشي، وغيرهم من البيوت البحرينية هم أسرتي هنا، وهم كأهلي من آل غباش الذين تلقوا العلم في البحرين وآل لوتاه الذين عادوا للبحرين عبر مساجدهم وأنسابهم في البحرين، بهم جميعا أفخر وأعتز، وبالله استعين ليحميني من كل الشرور

العدد 1011 - الأحد 12 يونيو 2005م الموافق 05 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً