العدد 1011 - الأحد 12 يونيو 2005م الموافق 05 جمادى الأولى 1426هـ

فلسفة "الاستغباء"؟!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

يتصور الكثيرون بأن الاستغباء صفة ذميمة. .. أو هي صفة غير طبيعية تطلق على أناس معينين يختصون بمواصفات "فذة"... وليستغرب الكثيرون منكم عندما أسرد لكم فوائد هذا الاستغباء، والأهم هو درجاته وأنواعه وأين تكمن خطورته! وأحد أدلة ما أقول هو أنك لا تجد صدى تأثر أو تجاوبا ملحوظا وسيئا طبعا لمن تنعتهم بالأغبياء "وفي حقيقة الأمر هم مستغبون" حتى في حضورهم... وهذا لا يعني عدم وجود كرامة عندهم، ولكن يعني أن من نعته "بالغبي" هو شخص يدرك ما للاستغباء من فوائد هو يجني بعضها في تلك اللحظة بالذات؟!

الغباء في حد ذاته علم وفن، والأدهى أنه لا يحتاج إلى رأس مال! وأما الاستغباء فهو فن أعلى درجة من سابقه وفي اللهجة الدارجة يسمى "هبالة واستهبال"!

فأنتم تذكروني بصديق هو ليس بغبي "Oregenal" ولكنه من هواة ممارسة الاستغباء الذي نحن بصدد الحديث عنه... وبهذه الهواية التي يمارسها بحرفنة عالية يستطيع أن يدخل ويخرج أي مكان بما فيها المطار على رغم وجود الشرطة على البوابات... كما يستطيع أن يخلص أموره المتعلقة على الكونترات في الإدارات والوزارات الحكومية ليس بفضل اصطفافه في ذلك الطابور البشري الذي يشبه جدار العزل في المالكية أو يشبه القطار... لا، بل باختصار جميع الواقفين وتقديم طلبه حتى قبل أول واحد... كما أنه يستطيع أن يطبق المثل الشعبي "مال البخيل ياكله العيار"، وأشياء كثيرة لا تحصى.. فقط ما عليه إلا أن يفتح فمه ويغمض عينيه وينزل أكتافه قليلا ويعتذر لمن يطلع في وجهه "مطنشا" البقية و"يتصيمخ" عمن لا يريد أن يسمعه!

وإلا ما معنى أن تسأل أحدهم "أنت غبي وإلا تستغبي؟" ألا يعني أنك تحترمهم وتريد أن تتعامل على قدر ومستوى الموجود سواء أكان غبيا أو يستغبي!

ولا تتوقعوا أن يوجد حل لمثل هؤلاء... فالحل في نظري أن تمارس عليهم الأسلوب نفسه... فقط تحتاج إلى أن تعرف هل هو غبي حتى تختصر الموضوع وتحله بنفسك من دون عوار رأس، أو يستغبي حتى تبادله الشعور، ولا ضير من ممارسة الاستغباء فهو في نظري أقل خطورة كونه لا يورث!

وهل تعرفون من هم أكثر الناس استخداما لهذه الحرفة "الاستغباء"... إنهم السوبر كبارية من حكام ووزراء ومن في حكمهم... يعني في العالم الثالث وخصوصا في الدول العربية... فهم أكثر ناس يتقنون فن هذه اللعبة إن صح تسميتها... ولذلك تراهم يجنون أفضل الثمار ويبقون على كراسيهم أطول مدة... ويأخذون ويتعالون وينفذون كل ما يريدون أو يخطر ببالهم، كما يتعلمون منهم كذلك "بعض" النواب عندما تطالبهم بشيء هم لا يعرفون عنه شيئا... فتراهم يمارسون الصفات نفسها التي ذكرناها في صديقي "المستغبي"!

فهل استطعت أن أقنعكم بأن تتمرسوا وتمارسوا الاستغباء... لتجنوا منه الفوائد كما يجني غيركم "وهم أقل منكم حتما" وربما أكثر... ولكن احذروا أن تتمرسوا في الاستغباء إلى حد الغباء الحقيقي، فتذكروا دائما أن خطورته "الاستغباء" تكمن في التوريث... فهي مسئوليتكم حيال الأجيال المقبلة، فاستعملوا الفكرة في الحد المعقول... وإلا "ويش رايكم؟"!

إضاءة

عطفا على المقال السابق الذي ذكرنا فيه وصف رئيس المجلس البلدي بالمحرق أن أزقة المحرق ما هي إلا "تمييز عمراني يستقطب السياح وخصوصا الفرنسيين"، أخبرني أحدهم بأنه لم ير أي أفواج سياحية تجوب زرانيق وأزقة المحرق، بل كل ما يراه يوميا هو أفواج من القطط والكلاب الضالة وبعض من البيوت القديمة التي تمارس فيها الدعارة المنظمة

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1011 - الأحد 12 يونيو 2005م الموافق 05 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً