كثيرا ما نسمع بأن الصندوق الفلاني تجادل مع صندوق آخر ليثبت كل منهما بأنه الأجدر والأكفأ في المنطقة وتلك المؤسسة حاولت أن تقفز على مؤسسة أخرى وتضطلع بأعمالها لسبب غير واضح في الأعم الأغلب. ولعل هذا السبب قاد الكثير من العمل المؤسساتي نحو التراجع.

كما أن من الأسباب المهمة التي حالت دون بروز العمل المؤسساتي هو العمل ضمن إطار مناطقي بحت، فكيف يضم ابن قرية مجاورة إلى برنامج المساعدات، وكيف يدرج اسم أحد أبناء تلكم المنطقة إلى برنامج الابتعاث. وهذه الرؤية لا تقتصر على الصناديق الخيرية لوحدها، بل تشمل كثيرا من المؤسسات التي تسلط الضوء على محيط منطقتها وتغض الطرف عن بقية المناطق، وحين تسأل القائمين على البرنامج عن سبب هذه الإنطوائية المغلقة يجيبك بأنه حب الانتماء - ولنقل التعصب - وأهل الدار أولى من غيرهم.

ولعل هذا الطرح يقودنا إلى الحديث عن الأعمال التي تنتهجها بعض المؤسسات وأهميتها، إذ يرى بعض الأهالي أن بناء مسجد أو مأتم بكلفة باهظة الثمن لا يعادل أهمية تزويج الشباب أو المساهمة في بناء بيوت أهالي المنطقة المعدمين وإعالة عوائلهم بطرق تحفظ لهم ماء الوجه.

وفي النهاية فالعمل الموجه والبعد عن الإنطوائية والمناطقية هو أساس نجاح العمل المؤسساتي