العدد 1011 - الأحد 12 يونيو 2005م الموافق 05 جمادى الأولى 1426هـ

تمكين المرأة البحرينية: دار المنار مثالا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قرينة عاهل البلاد مع السيدات الأول في عدد من الدول العربية شاركن في دفع المسيرة النسوية الى الأمام من خلال المشاركة الفعالة في الاجتماع الثاني للمجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية الذي اختتم أعماله في المنامة أمس، بعد أن أقر خطة عمل المنظمة حتى العام ،2008 والتي تتضمن الدورات التدريبية ودورات التوعية والدراسات والأبحاث وورش العمل والندوات والمنح البحثية والجوائز التشجيعية، بالأضافة الى تحليل انجازات وجهود الدول الأعضاء من أجل انفاذ توصيات المنتديات الثمانية التي عقدت في اطار قمتي المرأة العربية الأولى والثانية.

الحديث عن دور المرأة في الحياة العامة، وتمكينها في مختلف المجالات، ازداد في الفترة الأخيرة، وهو شيء جميل، والمأمول في ان يزداد الحديث حتى يكتمل دور المرأة بكل أبعاده. ولو أردنا أن ننظر الى الواقع، فإن المرأة البحرينية تمكنت من الوصول إلى مراتب عليا في المجتمع وهي تؤثر فيه بصورة واضحة.

وأحد الأمثلة الناجحة لتمكين المرأة السيدة فاطمة بوعلي، التي أسست مع زوجها نجيب الذوادي قبل نحو ستة أعوام "دار المنار لرعاية الوالدين". فهذه المرأة تمكنت، وبالاعتماد على إرادتها ومساندة زوجها، من تأسيس دار لرعاية الآباء والأمهات ما فوق الستين ممن يعانون من مشكلات صحية وأتعبتهم سنوات العمر، كما انها ترعى أطفال العوائل الفقيرة ولديها حاليا 180 أبا وأما يحضرون الدار كل يوم من أجل الحصول على العلاج الطبيعي والرعاية، بحيث يتمكن كل واحد منهم من اكتشاف نفسه ومواهبه وابداعاته في فترة متأخرة من العمر. كما ان الدار تساعد نحو 450 عائلة خارجها في نواح شتى، وهي من المؤسسات الخيرية الفريدة التي لا تفرق بين المواطنين عندما تقدم المساعدة.

مصادر تمويل الدار من الناحية الرسمية تقترب من الصفر، وتعتمد المؤسسة على مساعدات غير متواصلة من بعض المؤسسات وبعض الاخيار. كما تقوم الدار بعرض المنتجات الفنية للآباء والأمهات في معارض للبيع، وهي انتاجات حرفية غاية في الروعة والجمال، وجميعها مستمدة من مواد أولية تحافظ على البيئة.

الدار ليس لها مصدر تمويل مستمر ولا تستطيع حتى دفع فاتورة الكهرباء، والمتطوعون العاملون فيها يقومون بدور يعطي المعنى الحقيقي للمواطن البحريني المعطاء.

مؤسسة الدار فاطمة بوعلي تتلقى اتصالات من دول خليجية جارة تدعوها الى تأسيس دور مشابهة لما قامت به في البحرين مع تأكيد انها ستحصل على الدعم الكامل والوفير، كما تتلقى اتصالات ودعوات لزيارات من دول بعيدة مثل جنوب إفريقيا ومن دول أوروبية، تطلب منها التعرف على اسرار نجاحها على رغم كل الصعاب، والبعض يقول لها ان الخدمة التي تقدمها تفوق من ناحية الجهود والنتائج ما هو متوافر في دول متقدمة.

المرأة البحرينية معطاء في مختلف الميادين التي دخلتها، وهي مؤسسة وقائدة وتستطيع ان تحقق النتائج التي تبهر المراقبين. وفي دار المنار الواقعة في مدينة عيسى ستجد آباء وأمهات فرحين بالخدمة الجليلة، ويتحاورون بشكل راق بعد ان كاد اليأس يقضي على أملهم في حياة هانئة عندما تقدمت بهم السنين. ربما ان هذا الانجاز واحد من انجازات عدة للمرأة البحرينية، التي تمكنت وأعطت الكثير

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1011 - الأحد 12 يونيو 2005م الموافق 05 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً