تعرض أكثر من 50 بيتا سكنيا جديدا تابعا لوزارة الأشغال والإسكان إلى السرقة والتخريب في قرية الهملة.
وكانت الوزارة قد أنجزت 91 بيتا جديدا منذ أكثر من سنة من دون أن يسكنها أحد.
وطال التخريب الأبواب الرئيسية للبيوت، إضافة إلى سرقة بعضها، فيما تعرضت مستلزمات الحمامات إلى السرقة والتكسير، كما تعرضت صناديق المحولات الكهربائية إلى السرقة.
وعلمت "الوسط" أن الوزارة وزعت 27 بيتا من هذه البيوت على طالبي السكن ممن قدموا طلباتهم قبل عشر سنوات، ولكن هذه البيوت مازالت خالية لحد الآن.
وكان أكثر من 180 طلبا إسكانيا تقدم بها أهالي الهملة إلى وزارة الأشغال والإسكان تنتظر البت فيها على رغم أن بعضها مضى عليه أكثر من ثماني سنوات.
الهملة - محمد الرديني
الهملة قرية التناقضات، وليس من الصعوبة اكتشاف ذلك حين ترى بيوت الاسكان الجميلة تتوسط القرية وقد انجز بناؤها منذ سنة تقريبا ومازالت خالية بينما تحيط بها "الصنادق" الخشبية التي ينحشر فيها سكان القرية.
لنبدأ من البيوت السكنية الجديدة التي يبلغ عددها الآن 92 بيتا تتوزع على ثلاثة مجمعات سكنية، هذه البيوت خالية منذ سنة ماعدا 27 بيتا آخر تم تسليم مفاتيحها إلى السكان الذين قدموا طلباتهم قبل 10 سنوات، وماعدا بيت واحد منها فإن هذه البيوت هي الأخرى بانتظار السكن.
الخراب الذي لحق بهذه البيوت لا يمكن تصوره، فمنها ما تعرض للتخريب ربما بدافع "الانتقام" ومنها ما تعرض للسرقة.
التخريب طال الأبواب الخارجية إذ أصبحت هذه البيوت بلا أبواب بينما في بعضها كسر زجاج الشبابيك وعدادات الكهرباء، وتكسرت فيها أبواب "الكراجات" وخربت الحمامات.
أما السرقة فقد طالت صناديق عدادات الكهرباء وأسلاك الكهرباء والأبواب الخارجية ومقابض الأبواب ومستلزمات الحمامات. وتحت حرارة الشمس تمكنا من عد البيوت التي تعرضت للتخريب والسرقة فكان عددها 50 بيتا.
قبل شهر تقريبا استقبل رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة مدير الصندوق الخيري جاسم المؤذن. وخلال الاستقبال الذي تم في ديوان مجلس الوزراء وعد سموه بتوزيع البيوت الجديدة على أصحاب طلبات الإسكان المستحقين. وكان يفترض بوزارة الإسكان أن تستجيب لهذا الوعد أو على الأقل تبرر سبب التأخير إذ إنها تحتفظ الآن بنحو 180 طلبا إسكانيا من أهالي القرية من دون أن يبت فيها بينما يوجد 91 بيتا جاهزا للسكن.
يقول أحد سكان القرية "أحمد سلمان": قدمت طلب الإسكان منذ 31 /12/1989 ومرت الآن 16 سنة على الطلب ومازلت أنتظر ولا ندري ما السبب في التأخير على رغم أن البيوت التي تراها الآن جاهزة للسكن، وأسأل كما يسأل غيري: لماذا هذا الإهمال من جانب وزارة الأشغال والإسكان، واقصد بالإهمال هو عدم إعطائنا الصورة الواضحة لما يجري إذ يفترض حين نراجع الوزارة أن يشرحوا لنا بالتفصيل سبب التأخير إذ ربما تكون هناك أسباب معقولة لهذا التأخير بدلا من أن يقولوا لنا "راجعونا بعدين" أو "انتظروا" وكأن مثل هذه الكلمات تقنعنا بالصبر.
الذي يدخل بيت جاسم محمد يجب أن يراعي موطئ قدميه لكثرة الأحذية و"النعل" المرمية على الأرض، ففي هذا البيت المكون من طابقين وأربع غرف يسكن 31 شخصا.
يضحك جاسم بمرارة وهو يقول: "أنا أسكن مع زوجتي في الطابق الثاني ويسكن معي أخي المتزوج أيضا، أما بقية العائلة المؤلفة من والدي وأمي وبقية الاخوة فهم يعيشون في ثلاث غرف في الطابق الأول".
دخلنا إلى الغرفة الأولى، كان الأب يرقد على سرير بينما رقد عدد من أبنائه على الأرض، كان من بينهم حبيب الذي قال لنا: أترون، لقد عقدت قراني قبل شهر ولم تستطع زوجتي أن تقبل السكن معي إذ ليس من المعقول أن ننام أنا وهي وبقية اخوتي في غرفة واحدة ما اضطرها إلى العودة إلى بيت أبيها.
جاسم قدم طلبه إلى وزارة الأشغال والإسكان منذ العام 1999 وراجع المسئولين أكثر من ثماني مرات ومازال ينتظر... ولا أحد يدري إلى متى سيطول انتظاره وانتظار غيره وخصوصا أنه لا يسمع سوى كلمة "إن شاء الله".
إدارة الصندوق الخيري في الهملة لم تألو جهدا في متابعة طلبات الإسكان ولكن يبدو أن الجواب واحد وهو "إن شاء الله".
كلما مر الوقت زاد عدد سرقات البيوت الجديدة كما ستزداد حالات التخريب، ومن المنطقي أن يزيد ذلك من كلف الصيانة والإصلاح التي ستثقل موازنتكم
العدد 1011 - الأحد 12 يونيو 2005م الموافق 05 جمادى الأولى 1426هـ