العدد 1010 - السبت 11 يونيو 2005م الموافق 04 جمادى الأولى 1426هـ

الملك الفرنسي

حسين خلف comments [at] alwasatnews.com

قال ملك فرنسي ذات يوم "إن السياسة عبارة عن بعض الألاعيب، والجمل المنمقة"، ومن المعروف أن الخطاب السياسي هو لعبة لها فنونها مثلما توجد فنون خاصة لأية لعبة أخرى.

ولا يخلو خطاب معظم القادة السياسيين أو الوزراء العرب، من هذه الفنون، مثلا قبل فترة سمعنا حاكما عربيا يطالب المسئولين بالقضاء على الفساد، فيما يعرف الجميع أن من يخاطبهم ذلك الرئيس هم الفاسدون، فكيف إذا سيتم القضاء على ما يطالب به هذا الحاكم، لا يمكن وصف هذا الخطاب، إلا بأنه لعبة سياسية وجمل منمقة مثلما قال الملك الفرنسي، وهذا هو حال معظم دولنا العربية، إذ ترى الحاكم يوجه ويطالب مسئوليه بمحاربة ظاهرة ما، مع إن الجميع يعرف أن هؤلاء المسئولين هم أعمدة الفساد في البلد.

قبل فترة وسم أحد الوزراء المسيرات التي تخرج بأنها طائفية، وقال في موقع آخر إنه لا يمكن لأي صندوق خيري جمع أي تبرع ولا فعل شيء إلا بأمره، ثم ختم التصريح بالقول إنه لا يتدخل في شئون الصناديق الخيرية! وبشأن المسيرات فلم يحدد الوزير سببا لوصمها بالطائفية، وربما كان حريا أن نتساءل لماذا يوجد طيف ما دائما يحتج وغير راض عن الوضع ويخرج بمسيرات سلمية يطالب فيها بأشياء محددة، هل هؤلاء يتعرضون لأذى ما؟ الوزير لا يجيب أبدا في تصريحه عن هذا الأمر ويقفز ببراعة، وعن مشروع اتحاد الصناديق الخيرية قال الوزير إنه يريد تمثيلا متكافئا متظاهرا باعتناقه هذا المبدأ، في حين أنه وحكومته براء من هذا المبدأ، وهذا المبدأ بريء منهما، فالوزير لا يوجد حتى في مكتبه الشخصي تمثيل متكافئ، بيد أنها الجمل المنمقة واللعب بالكلام

العدد 1010 - السبت 11 يونيو 2005م الموافق 04 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً