العدد 1009 - الجمعة 10 يونيو 2005م الموافق 03 جمادى الأولى 1426هـ

كيف نستفيد من اليهود؟!

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

بقاء أي مجتمع ليس بالشعارات وليس بالقوة العددية، وإنما أنت قوي بما تملك من نفوذ على مستوى المراكز والمناصب وبما تملك من قوة اقتصادية وبما تمتلك من قدرة تعليمية. دائما ما أخاطب مجتمعاتنا الفقيرة فإن كنتم تحلمون بتبدد الفقر: يجب أن تؤسسوا لاستراتيجية عملية وتزيلوا تلك الأوهام المتكدسة كالشحوم على مفاصل قراءة الواقع.

الاقتصاد والتعليم يقودان الإنسان نحو الفاعلية والقوة. اقرأوا تجربة التحرك المبكر للأقلية اليهودية وسيطرتها على الاقتصاد الأميركي، ما جعل من السهولة بمكان السيطرة على القرار السياسي. أضرب لكم مثالا عن رئاسة كلينتون، فوزيرة خارجيته كانت مادلين أولبرايت وهي يهودية، ووزير الدفاع وليام كوهين - يهودي - ووزير المالية روبرت روني - يهودي أيضا - طاقم السلام الأميركي يهودي، دنيس روس وهرون ميلر أيضا سفير الولايات المتحدة في "إسرائيل" يهودي، وعلى ذلك فقس.

هل بعد ذلك من غرابة لو وقفت أميركا مع الإسرائيليين. اليهود اشتغلوا "صح" لم يرفعوا شعارات وناموا في بيوتهم... لم يتباكوا على المحارق الجماعية التي وقعت عليهم من قبل هتلر أو غيره وراحوا يجلدون ذواتهم أو يجترون آلامهم. فكروا في شيئين أساسيين لكي يحترمهم العالم... لم يفكروا في العدد والقوة العددية، وإنما فكروا كيف يكونون قوة نوعية... تشبثوا بالاقتصاد والإعلام، حتى تجار اليهود لم يرفعوا شعار أنا ومن بعدي الطوفان، أهم شيء أضمن معاملاتي التجارية، فليأكل قومي الحوت. لقد فتحوا لهم صناديق للتعليم، للدعم الجامعي، كان التجار الكبار من اليهود يشجعون أبناء جلدتهم على التجارة ويفتحون لهم الآفاق ويعلمونهم ما هي قواعد العمل في السوق لهذا مازلت أنصح شبابنا بالدخول في العمل التجاري ولكن بخطوات مدروسة ويوميا ألتقي شبابا بدأوا يشقون طريقهم وتعلموا أن المطعم الكبير جاء من مطعم صغير.

ليس هنالك شيء مستحيل على مستوى الإعلام، كان المصدر الأساسي لنا هو BBC و CNN، وكانت القنوات العربية مشغولة بالتوافه ولم يكن أحد مستعدا لأن يضخ أموالا لتأسيس قنوات مهنية عالية ثم فجأة بدأت قناة الجزيرة، ثم تبعتها قناة العربية. الآن بعض الأخبار الغربية تأخذ بعض أخبارها من بعض هذه القنوات العربية.

اليهود قلة لا يتجاوزون ثمانية عشر مليونا، بينما العرب يقاربون الـ 250 مليونا. العقلية الشرقية عقلية تبحث عن الشعارات الفضفاضة المدغدغة للمشاعر، لكنها لا تسأل عن البرامج، عن الثمار، عن المستقبل. لا تسأل: وماذا بعد ذلك؟

سؤال مهم: ما الفرق بين الوزير الغربي والوزير العربي؟ ما الفرق بين وزارة الصحة الغربية ووزارة الصحة العربية؟ ما الفرق بين الجامعة الغربية، اكسفورد مثلا، وأية جامعة عربية تسرب فيها الامتحانات؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1009 - الجمعة 10 يونيو 2005م الموافق 03 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً