قد لا يعلم الكثير من المقتدرين في البحرين. .. والمسئولين الكبار في الدولة أن هناك المئات من العائلات في البحرين منهم 115 تم رصدهم في محافظة المحرق حتى اليوم ستقطع الكهرباء عنهم بين يوم وليلة... في لهيب الصيف الحار الذي أطلت بوادره منذ مطلع شهر يونيو/ حزيران الجاري. والسبب انهم غير قادرين على دفع فواتير الكهرباء والماء بسبب عجز الآباء ومرضهم أو كبر سنهم أو عدم عمل ابنائهم لعدم وجود الوظائف... ولا يوجد لديهم مورد رزق يمكنهم من دفع هذه الفواتير. والوزارة تهددهم من دون مراعاة لظروفهم المادية القاسية بقطع الكهرباء والماء عنهم.
لقد ذهلت اليوم من هذه الحقيقة القاسية عندما اتصل بي عبدالكريم بوعلاي الذي يعمل بهمة ونشاط لايجاد حل لهؤلاء غير القادرين على العمل ودفع ما عليهم من فواتير متراكمة... كعادته يحاول سد احتياجاتهم الاساسية عن طريق القطاع الخاص بالتعاون مع مجموعة من شباب البحرين الاخيار من المشرفين على الصناديق الخيرية في المحرق والحد.
ولا يكتفي هذا الرجل الذي يشعر بآلام المحتاجين وكأنه يعيش حياتهم... بهذا الجهد... وانما يعمل على علاج الكثير من المرضى بأسلوب قائم على البحث عن طريق عمله التطوعي بصفته مديرا للخدمات الطبية في جمعية التربية الإسلامية... وهو من الشباب المسلم الذي يطبق تعاليم الدين الإسلامي قلبا وقالبا بضمير حي.
هذا الرجل حركة دائمة من أجل الخير لابد أن أذكره في هذا المقال وانا اتمنى ان يوجد الكثير من امثاله.
انني ارجو من المسئولين في الدولة اصدار قوانين لحماية امثال هؤلاء الفقراء من انقطاع الكهرباء والماء عنهم بعد دراسة حالاتهم الاجتماعية والمادية... بأن تقوم بتأجيل قطعها الى ما بعد الصيف... لا لهذه المناطق فقط وانما لجميع المناطق في المملكة لهذه الفئة التي تعاني الفقر والحاجة وعدم وجود مصدر للرزق... حتى لا تلتهب جلودهم من جو البحرين في شهور الصيف الاربعة... المتفجرة بالحرارة العالية والرطوبة الخانقة في بيوت قديمة موجودة في حوار ضيقة لا هواء ينفذ اليها حتى القريبة منها الى البحر بعد أن سد معظمه من خلال الهبات المجانية لبعض الأشخاص والقادرين على شراء الأراضي المطلة على البحر... ما جعل الصيف أكثر خنقا للنفوس غير القادرة ماديا... ولاسيما مع الهواء الحار المنبعث من المكيفات خارج البيوت الأمر الذي يضاعف من حرارة الجو.
كما أطالب القادرين ماديا بمساعدة هذه الأسر الفقيرة في دفع متأخرات الكهرباء والتي بلغت حتى الآن 4300 دينار... واعتقد ان اهل البحرين الميسورين لن يبخلوا بهذا التبرع الكريم وهم الذين عرفوا بحب الخير من القديم... اذا علموا ان صاحب الحاجة صادق.
كما أدعو الصناديق الخيرية إلى العمل على تأهيل القادرين من المتقاعدين الذين لا يعملون أو الشباب العاطل عن العمل وتوفير ما يحتاجون اليه ليمارسوا مهنهم التي يجيدونها مع تنظيمهم من خلال تقسيمهم الى فئات متخصصة توضع اسماؤهم لدى الجمعيات الخيرية ليعثر عليهم من يحتاج إليهم لمساعدته عن طريق الاتصال بأرقام معينة... كل ذلك سيوفر لهم مصدر دخل مادي.
انني ارجو ان تدرس الجمعيات ووزارة العمل والشئون الاجتماعية هذا الاقتراح بأسلوب مدروس قائم على تجارب سابقة ناجحة... عملت على تحويل هذه الفئة العاطلة المحترفة الى عقول منتجة لسد احتياجات المجتمع ومطالب حياتهم الضرورية المادية... بدل ان يعتمدوا على المساعدات الخيرية فقط
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 1009 - الجمعة 10 يونيو 2005م الموافق 03 جمادى الأولى 1426هـ