العدد 1009 - الجمعة 10 يونيو 2005م الموافق 03 جمادى الأولى 1426هـ

الصويان...كبيرنا في الاشتغال النقدي

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

بداية التواصل من الإخوة الشعراء: محمد البوفلاسة، عبدالرحمن الخالدي، ونواف عبداللطيف آل محمود، غمرنا ويغمرنا بالكثير من الاعتزاز بهم، آملين أن يتعمق هذا التواصل بشكل مباشر، وهي دعوة مفتوحة للقائهم بشكل مباشر في مبنى الصحيفة لـ "دردشة"، فربما نخرج بلقاء ثلاثي يجمع بينهم، ويسلط الضوء على رؤيتهم ونظرتهم وتعاطيهم مع كثير من القضايا المرتبطة بالشعر عموما، والساحة الشعرية الشعبية في مملكة البحرين خصوصا.

بعد انقطاع طويل عن "ريضان" يعود الشاعر المتألق محمد الجلواح بنفسه الذي عهدناه، نفسه الطويل، ورؤيته الخلاقة، وحرفنته العالية في التعامل مع نصه. بالنسبة إلي يظل الجلواح واحدا من الأسماء المهمة التي وقع عليها ظلم كبير، من جهة عدم الالتفات لها من حيث القراءة النقدية على مستوى المشروع الشعري الذي يشتغل عليه من جهة، وعلى مستوى تعاطي المنابر الإعلامية معه من جهة أخرى، والتفاتته الأخيرة - بعيدا عن ساحة البحرين - الى المنابر الإعلامية الشقيقة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مؤشر إلى إحساسه بدرجة ذلك الظلم والغبن اللذين وقعا عليه، من دون أن ننسى أنه مع بداية وضوح مشروعه الشعري مارس نوعا من الظلم على نفسه، ربما لطبيعته هو، واستعداده الفطري للبحث عن أعذار لأصدقائه وللساحة عموما، ما يجعل نيته تتجه صوب ما يكرس حال التواؤم ويعمق الحب، وبعد أن اتضحت له الصورة أيقن أن النيات الحسنة كثيرا ما تقود أصحابها الى الجحيم، موليا وجهه - وبوعي - شطر تلك المنابر، وهو حق له ولغيره ممن يجدون أنفسهم محاطين بحصارات لا نهاية لها، بعضها يمكن النفاذ منه، والبعض الآخر يوهم بأن لا سم خياط يمكن من خلاله النفاذ الى حيث الشمس والفضاء المفتوح على الخيار والإرادة.

أعود الى كبيرنا في القراءة والوعي والاشتغال النقدي، سعد الصويان، بمشروعاته المعمقة وقراءاته المغايرة للموروث، والحفر العميق في المفاهيم والاصطلاح والتاريخ والسرد والشخصيات والبيئة وما يحيط بها في الجزيرة العربية، لأؤكد - وعن قناعة - ما سبق أن أشرت إليه في مقالات سابقة في عدد من الدوريات والصفحات المتخصصة في المنطقة، من أنه يظل أهم - إن لم يكن الوحيد في هذا الصدد - من عمق مخزونه القرائي قبل أن يتوجه نحو الدراسات العليا في الولايات المتحدة الأميركية، وأسهمت دراسته في فتح آفاق رحبة لتناول الموروث بمعالجات ربما لم يسبقه إليها أحد، وبلغته السلسة العذبة، وقدرته الفائقة على تقريب وتبسيط ما يطرح على الرغم من صعوبته بحكم التداخل والتشابك والامتداد الذي لا ينتهي بين عدد من العلوم والمعارف التي كانت على مقربة وحاضرة في مزاوجته وتجييره لها للخروج بقيمة علمية فيما ينجزه من اشتغالات.

فقط أؤكد عبر هذا المقال: أنك حاضر دائما وأبدا، ونظل نراهن على محصلات سهرك ونومك الشحيح في سبيل سفرك المضني، وتقصيك الفادح، والتقاطك الذكي، وتناولك الذي يبعث على الإعجاب والدهشة

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 1009 - الجمعة 10 يونيو 2005م الموافق 03 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً