قام سكرتير الأمن القومي الإيراني حسن روحاني بزيارة إلى منطقة الخليج شملت أربع دول بدأها في الكويت ثم الإمارات واليمن وأخرها السعودية. وتأتي جولة روحاني في وقت حرج إذ تعتبر بادرة حسن نوايا لرأب الصدع في العلاقات المهمشة التي شابها التوجس من الملف النووي الإيراني، إذ سعت الدول الغربية بين الفينة والأخرى على إثارته وإطلاق اتهامات ومزاعم مسعى طهران امتلاك سلاح نووي يساهم في تحويل منطق الشرق الأوسط إلى ساحة لأسلحة دمار شامل وتأثيره على استقرار الدول المحيطة بإيران وفقا لمزاعم أميركا و"إسرائيل".
وجاءت زيارة روحاني مع بدء طهران عد ساعات الصفر للإعلان عن انطلاق جولة الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها ستة مرشحين محافظين وإصلاحيين اثنين، إضافة إلى الضغوط والاتهامات التي تطلقها الدول المجاورة نحو طهران وعلاقتها بالإرهاب وأخرها اليمن، إذ أصدرت محكمة يمنية حكما بالإعدام على متهم يدعى يحيى الديلمي وبالسجن 8 سنوات على محمد مفتاح بعد إدانتهما بالتخابر مع سفارة إيران بصنعاء، إضافة إلى الإمارات وأزمة الجزر الثلاث المحتلة، والحادث البحري الذي أسهمت زيارة روحاني إلى أبوظبي في فك قيود وتحرير الصيادين الذين اعتقلتهم السلطات الإيرانية في أعقاب اختراق هؤلاء وغالبيتهم يحملون الجنسية الإماراتيية وعماني واحد المياه الإقليمية الإيرانية.
جولة المسئول الإيراني إلى المنطقة تهدف إلى حشد تأييد عربي وخليجي لبرنامجها النووي وإطلاع الدول على مسرى مباحثات بلاده مع الترويكا الأوروبية، إذ أعلنت طهران أخيرا عن تأجيل مشروط لتعليق تخصيب اليورانيوم حتى نهاية يوليو/ تموز.
فيا ترى هل تشكل تلك الجولة منطلقا يقوي ويعزز العلاقات العربية الإيرانية ويقوض مسعى أميركا من مغبة الاندماج تحسبا من قوة الاتحاد الذي من الممكن أن يخلق معالم جغرافية مغايرة عن خطة "الشرق الأوسط الكبير" لكن وفقا لمنظور إيران على أن يكون إسلاميا حسبما أعلن الرئيس محمد خاتمي حديثا... فهل سيتحقق ذلك؟
العدد 1008 - الخميس 09 يونيو 2005م الموافق 02 جمادى الأولى 1426هـ