احتل المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث السوري اهتماما كبيرا على المستويين الدولي والإقليمي، نظرا لـ"الارتجاجات" التي تضرب المنطقة من جهة، والأزمات التي تتوالى داخل المجتمع السوري من جهة مقابلة.
وليس سرا أن قلنا بأن "البعث" هذه الأيام يقع تحت أنظار مجهرين ضخمين، الأول دولي يرصد كل توجه أو إشارة يطلقها الأعضاء، الذين يشعرون أنهم أمام امتحان صعب عنوانه "نكون أو لا نكون". والثاني محلي داخلي يرى في المؤتمر "طوافة نجاة هرمة" لحل الأزمات الداخلية على رغم يقينه بأن دمشق لا تملك من "أدوات العمل" ما يحلها.
ومع اقتراب الساعات الأخيرة لاختتام المؤتمر، كثرت التكهنات بشأن حجم ما سينجزه "البعثيون" على طريق الإصلاح، وكثرت المناقشات بين السوريين - همسا أحيانا وبصوت عال في أغلب الأحيان - بشأن ما يجب أن يقوم به الحزب لمعالجة أخطاء الماضي في الداخل أو في الخارج. فالكل يتطلع لأن يقف الرئيس بشار الأسد مرة أخرى موقف شجاعة آخر كموقفه قبل شهرين عندما اعترف بالوقوع في أخطاء في لبنان، فإن المنطقي أيضا أن ينسحب الاعتراف إلى وقوع أخطاء في الداخل، يجب معالجتها على قاعدة طرح مشروع إصلاحي كبير، يجب ألا تكون قفزاته "سلحفائية بحتة"، بل يجب أن تكون "أرنبية متأنية تصبو لهدفها"، لينقذ بلاده من خضم "بحر الهموم" ولتكون "جوكر" للعبة الجديدة في المنطقة. فسورية التي تظل لاعبا إقليميا رئيسيا على رغم كل شيء، بحاجة إلى أن تنفض عن نفسها غبار سنوات طويلة من الجمود والتكلس السياسي.
وأخيرا وليس آخرا، هل سيتقبل الجسد السوري "المترهل" التوصيات والقرارات والاقتراحات التي سيخرج بها "المؤتمرون" اليوم، وتكون علاجا ناجحا لدمشق على رغم تأخره؟!
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1007 - الأربعاء 08 يونيو 2005م الموافق 01 جمادى الأولى 1426هـ