العدد 1006 - الثلثاء 07 يونيو 2005م الموافق 29 ربيع الثاني 1426هـ

صحافة 5 نجوم

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

قريبا كنت عائدا من إحدى الدول الإسلامية "النامية" الصغيرة، التي تمتاز بمحدودية شعبها وأهميتها الجغرافية والاقتصادية الكبيرة مقارنة بما جاورها، إلا أن ما جذب فضولي في هذه الرحلة هو وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة فيها. وبعد تتبعي وسؤالي لهذا الطرف وذاك، خرجت ببعض الاستنتاجات والانطباعات عن طبيعة العمل الإعلامي هناك، فوجدت أن جهاز وزارة الإعلام تابع بشكل مطلق للسلطة التنفيذية، ومن الممكن إطلاق كلمة البوق الحكومي عليه، كما أنه بعيد كليا عن هموم ومشكلات المجتمع، وموقعها على خريطة البث الفضائي يكاد يكون معدوما. أما بالنسبة إلى الصحف، فهناك خمس، منها اثنتان شبه حكوميتين، ولا تكتبان أي حرف يتعارض مع الوحي المنزل من السلطات العليا، وفي حال تعرض الشارع العام لأية مشكلة تهدد سلمه الأهلي، فإنها ترجح القول الرسمي على حساب الدفاع عن المظلومين والمنتهكة حقوقهم.

وفي مقابل ذلك نرى صحيفة أخرى، للتو قد تخلصت من مشيمة الولادة، تتمسك بموروثات حارس البوابة الحكومي، فيجزعها أضعف تهديد من البوح بنصف الحقيقة، لتسارع بالاختباء في قوقعة ليست أرحب من بيت الحلزون، وهي تصرخ: لا أرى لا أسمع لا أتكلم؟!

وإذا جئنا للصحيفة الرابعة فسنجدها حيادية ورصينة، وتلتزم الطرح الموزون الذي يختط من نصرة الناس والذود عن مصالحهم وحقوقهم، نبراسا يضيء للعاملين فيها طريقا نحو العمل الصحافي البناء، وهي لا تخشى لومة لائم في قول الحق ولو على نفسها. أما القطب الأخير في اللعبة الصحافية، فلا هم لها إلا تمجيد السلطة وتعظيمها وتبجيلها كما لو كانت ربها الأعلى، إلى جانب أن موضوعاتها ومقالاتها تجري في واد بعيد، كما لو كانت تحاكي أناسا من القطب الجنوبي لا هم يعرفون لغتها ولا هي تعرف لغتهم

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 1006 - الثلثاء 07 يونيو 2005م الموافق 29 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً