كثيرون يسألون: لماذا كل هذا الحب الذي يحمله الشعب اللبناني للشهيد الراحل رفيق الحريري علما أن هناك ممن كانوا يختلفون معه في بعض أدائه لكنهم في الوقت ذاته يقرون بإنجازاته، أقول: يستحق تيار المستقبل هذا النجاح الانتخابي الكبير وبدأ لبنان الآن يضع رجله على السكة الصحيحة. ان تتحرك لأجل لبنان، لأجل اقتصاد لبنان، لأجل عمران لبنان، لأجل حياة لبنان.

كل من يقف أمام ضريح الحريري لابد أن يرفع قبعته ليحييه كرجل أعمال خدم مجتمعه ويكفي أنه قام بتعليم 33 ألف إنسان جامعي في مؤسسة الحريري فخرا له فلو لم يكن إلا هذا الإنجاز لكفى. يكفيه كتاجر لم يبخل على شعبه، على أهله، على قريته وعلى بلده بالعطاء الإنساني. نجد رجال أعمال يسرقون الناس والفقراء بدلا من أن يقدموا إليهم خدمات إنسانية ونجد رجال أعمال يزدادون ثراء ويزدادون أعمالا إنسانية. ان الحريري كسر عرفا ترسخ في عقول العقلية الشرقية، ان رجل المال رجل مغرور نرجسي أناني لا يمتلك ثقافة، لا يمتلك حضورا شعبيا أو كارزمية في أوساط الجماهير والطبقات الفقيرة.

هذا العرف انكسر عندما راح هذا الإنسان يعمل في مشروعاته الخاصة وكذلك بتخصيصه مشروعات لأجل الطبقة المحرومة في لبنان.

بمعنى آخر: بإمكان رجل الأعمال أن يستقطب الجماهير. بإمكانه ان يلامس آلام الفقراء، ان يدخلهم في التعلم، أن يدخلهم في مؤسساته ويوظفهم، ان يساعد أهالي البيوت المتصدعة وهكذا. لذلك اكتسح الحريري بيروت في الانتخابات الأخيرة قبل أعوام، ولذلك رأينا اليوم كيف أن سعد الحريري يكتسح كل بيروت.

الناس شبعوا شعارات وانقسامات... الناس يبحثون عن مظلة وطنية تظللهم بعيدا عن التمييز والنزعات الطائفية بعيدا عن الكذب الصحافي والدجالين، بعيدا عن العنصرية. يبقى ان تيار المستقبل أمام استحقاقات مستقبلية قادمة والناس سيرون البرامج بعد أن اشبعوا شعارات طيلة 25 عاما. الناس يريدون أن يتعلموا، ان يأكلوا، ان تحترم كرامتهم. أفضل ما يعجبني في الديمقراطية اللبنانية هو حرية الصحافة وحرية الإعلام. أملي أن أزور لبنان مرة عاشرة فهو من أجمل البلدان التي أحب أن أزورها حيث التعايش والحرية والإعلام والأناقة والثقافة