نقلت وكالة الـ (أ ف ب) في خبر لها ظهر أمس (الخميس)، خبرا عن حضور زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل الجلسة الافتتاحية للبرلمان الجديد، للتأكيد على إمساكه بمقاليد السلطة.
الوكالة نقلت الخبر من عاصمة كوريا الجنوبية (سيئول)، عن وكالة الأنباء الرسمية الشمالية، فالأخبار والمعلومات والصور لا تتدفق من الشمال إلا بالقطّارة، إما عبر التلفزيون أو وكالة الأنباء الرسمية.
وكالة الأنباء الرسمية أكدت حضور الزعيم الشمالي الجلسة الافتتاحية للبرلمان، حيث انتخبته الجمعية الوطنية العليا رئيسا للجنة الدفاع الوطني بالبرلمان الذي تم تجديده في 9 مارس الماضي. وكان ذلك ردا ضمنيا على الشائعات (الإمبريالية) المغرضة عن تدهور صحته.
الزعيم كيم جونغ إيل وحسب أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية والأميركية، فإنه تعرّض إلى جلطةٍ دماغية منتصف العام 2008، لكن من سوء حظ الإمبرياليين أنه استعاد عافيته، وقام الإعلام الرسمي بعد فترة، بنشر صورٍ ثابتةٍ لزيارته أحد المؤسسات الرسمية.
الجمهورية الديمقراطية الشعبية في الشمال أقامها والده كيم إيل سونغ (مواليد 1912)، الذي يعتبر مؤسس الجمهورية في 1948، وبطل التحرير والسكرتير الأول للحزب الشيوعي الحاكم، و»المارشال الأعلى للجمهورية». وبقي في الحكم حتى وفاته فجر أحد أيام أبريل 1994. وبعد ثلاثة أعوام تم انتخاب ابنه البار لمواصلة مسيرة التنمية، وهو الآن يمسك بيده قيادة حزب العمال، إلى جانب قيادة الجيش وبقية السلطات.
البعض يتهم الكوريين بأنهم شعب عاطفي، وأن قلوبهم (روبة)، ولكنهم يردون بغضب: «إننا لم ننتخبه إلا بعد ثلاثة أعوام، بعد أن بحثنا وبحثنا فلم نجد على أرض الجزيرة الكورية من هو أحسن ولا أجمل ولا أكمل منه... فهو لايزال في شرخ الشباب، فعمره الآن لا يتجاوز 67 عاما، ونسأل الله أن يطيل عمره ويديم سلطانه ويمتّعه بشبابه!
أحد الكوريين واسمه إيل بيل سونغ يضيف في حماسة: «إذا كان أبوه بقي حتى توفي عن 84 عاما، فإن هذا الشبل من ذلك الأسد... وسيبقى إلى الأبد، ونحن مستعدون لأن نمدّد له حتى لو بقي مئة وعشرين أو ثلاثين عاما»! وإذا توفي فإننا مستعدون لتوريث الحكم لابنه ولابن ابنه، حتى تقر عينه! فبعض البلدان ليست أفضل حالا منا، حين تغيّر دساتيرها من أجل توريث الحكم لأبناء الرؤساء، أو لتسمح لرئيسها بالبقاء في الحكم حتى يلفظ آخر أنفاسه الطاهرة.
وأضاف كوري آخر اسمه بيل إيل سونغ: «نحن جمهورية ديمقراطية شعبية حقيقية يحكمها الدستور والقانون، ولسنا مثل بعض البلدان التي بقيت أربعين عاما دون دستور، حتى صحا ضمير رئيسها العام الماضي ففكر بوضع دستور جديد»!
أما كيم لي سانغ، آخر المتحدّثين إلى «الوسط» فقال: «نحن لا ندّعي الكمال لديمقراطيتنا، فالكمال لله وحده، ولكننا لم ننظّم قط انتخابات شكلية، محسومة نتيجتها سلفا لصالح الرئيس نفسه، يتنافس فيها ستة أو سبعة أشخاص مثل الأرانب. فكوريا الشمالية ليست مزرعة حيوانات، ونحن لسنا دجاجا ولا صيصان»!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2408 - الخميس 09 أبريل 2009م الموافق 13 ربيع الثاني 1430هـ