العدد 1006 - الثلثاء 07 يونيو 2005م الموافق 29 ربيع الثاني 1426هـ

قصص الأطفال... جزء أساسي في قطاع الثقافة الاستراتيجي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أقامت المؤسسة العامة للشباب والرياضة، بالتعاون مع "الوسط"، حفلا يوم أمس في فندق "نوفوتيل" لتكريم المشاركين في مسابقة قصص الأطفال التي شارك فيها أكثر من ثلاثين كاتبا من مختلف الأعمار، ما اضطر لجنة التحكيم إلى مضاعفة الجهود لكي تقرأ وتعيد قراءة كل قصة قبل اختيار الفائزين.

صحيفة "الوسط" تعتز بمشاركتها مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة في رعاية المسابقة التي تعد نوعية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، على رغم قلة الإمكانات والدعم المتوافر للأدب الموجه إلى الطفل في البحرين.

والحقيقة هي أن قطاع الثقافة، الذي يحتوي على "أدب الأطفال" يعتبر من القطاعات الاستراتيجية في البلدان المتقدمة. وهذا لا ينطبق فقط على الدول الغربية، مثل بريطانيا وفرنسا وأميركا، وإنما أيضا كوريا التي صعدت كثيرا في مؤشر التنمية الاقتصادية على مستوى العالم في السنوات الأخيرة، وهي الدولة التي تخصص وزيرا لـ "الثقافة والاتصالات" على أساس فكرة تقول ان الثقافة "قطاع اقتصادي" استراتيجي له مردودات مباشرة ومستقبلية.

الدراسات التي أجريت في عدد من الدول وجدت أن الثقافة التي يستلهمها الأطفال عبر القصص تتحول الى واقع ملموس بعد فترة من الزمن، لأن الطفل يتعلم ويكبر وينفذ بسرعة فائقة، ولذلك فإن المتخصصين في ثقافة الأطفال هم الأكثر إبداعا لأنهم يترجمون المعاني الكبيرة بأساليب مبسطة يستلهمها القارئ الصغير وتوسع مداركه وآفاقه.

فالطفل يستقي القيم الدينية والثقافية والاجتماعية والسلوكية والوطنية والاقتصادية والأخلاقية والصحية وغيرها من الأبطال الذين يعجب بهم في القصص ذات الخيال الخصب. وهذه القصص بحد ذاتها تتطور لتتحول إلى أفلام الكارتون وإلى التجسيم الإلكتروني الذي يعتبر من الصناعات المتطورة في البلدان التي تتوافر لديها ثقافة متطورة وموجهة إلى الأطفال. الألعاب الالكترونية التي تغزو الأسواق مستمدة أساسا من قصص لها معان فلسفية عميقة، وأطفالنا يستلهمونها رغما عنا. ولذلك فإن المعالجة الأفضل تكمن في طرح ما لدينا من رؤى وتصورات في قصص شيقة، وأن نربط مناهج الدراسة بضرورة قراءة عدد من القصص في كل فترة زمنية، تماما كما هو الحال في الدول التي تهتم بالثقافة وتعرف قيمتها.

إننا لسنا في مستوى يستطيع منافسة دول مثل اليابان التي استطاعت ان تنقل أفكارها عبر قصص تحولت الى أفلام ولعب للأطفال، مثل "بوكي مون"، التي عارضها قبل عدة سنوات بعض علماء المسلمين لأنها "قد" تتعرض لمعتقدات الخلق بأسلوب "ربما" يخالف ما يعتقده المسلمون. ولكن الفتوى التي صدرت حينها لم تؤثر كثيرا في انتشار القصص الكارتونية المذكورة. فالقصص الشيقة تبقى شيقة لدى الطفل، سواء رضينا أم أبينا.

لكننا في مستوى أن نفهم أهمية هذا القطاع، ولدينا القدرات لنبدأ من امكاناتنا، وان نربط هذه الامكانات بالتكنولوجيا الرقمية الحديثة، وأن نوصلها عبر المحتوى الإلكتروني إلى كل منزل، تماما كما فعلت كوريا، ونستطيع ان نخلق قطاعا اقتصاديا مربحا يتوافر أمام اعيننا، ولا ينقصنا الا الدعم الحكومي الاستراتيجي لننهض مرة أخرى ونثبت أن البحرينيين يستطيعون ان يلعبوا دورهم المعرفي المتوقع منهم

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1006 - الثلثاء 07 يونيو 2005م الموافق 29 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً