جوصلتني رسالة شكوى من مواطنة أنشرها كما هي منتظرا رد وزارة التربية: الكاتب الصحافي المحترم - في صحيف
لابد من زمن آخر يواتينا
واليوم ترقب في آجالنا زمن
من بعده تأتي عجلى نواعينا
ومن يدري ربما يأتي يوم ننعى فيه أنفسنا تحت مقصلة التصحيح المركزي؟!
لقد ذاق المعلمون والمعلمات الأمرين من هذا النظام عبر سنوات عدة مما خلق قناعة مهمة لدينا مفادها أن الورق أكبر قيمة من المعلم ذلك الكائن البشري الذي ميزه الباري عز وجل بكرامته الانسانية، وها هو يغدو بلا كرامة لضياع قيم الانسانية.
عندما أقرت وزارة التربية والتعليم نظام التصحيح المركزي كان هدفها من ذلك تحقيق العدالة لجميع الطلبة في التصحيح حتى لا ينحاز بعض المعلمين إلى طلابهم في الدرجات فترى نسب النجاح مرتفعة في مدرسة من دون أخرى، ولقد قدرنا جميعا هذا الهدف السامي مادام في مصلحة الطالب ولإيماننا بأن هناك بعض المعلمين ممن يتصفون بهذه الصفة وخصوصا إذا كانت ضمائرهم مغيبة، ووقتها عملنا بكل جد لأننا كنا نعمل ضمن مدارسنا ولكن نصحح للطلبة بارقام سرية ولم يكن عدد الأوراق يرهقنا، ولكننا فوجئنا بعد سنوات باختيار مدارس معينة للتصحيح المركزي بحيث تتضمن التصحيح لثلاث أو أربع مدارس ما يعني زيادة عدد الاوراق المصححة والتي تصل أحيانا لآلاف الأوراق، والأدهى من ذلك اجبار المعلمين انهاء تصحيح هذا الكم الهائل في وقت قياسي، حتى لا يتأخر عن اعتماد نتائج الثانوية العامة، ما يعني ان تضحي بوقتك ووقت أسرتك ولو ظللت تصحح حتى فترة متأخرة من الليل مقابل اصدار النتائج في فترة معينة، والويل لك ان ضججت أو احتججت فاللسان الصامت هو اللسان المحترم، وإلا أصدر بحقه لفت نظر كتابي بأنه المعلم المتذمر الذي يرفض العمل.
وعلى رغم ذلك عملنا ولو بساعات اضافية عندما طمأنتنا الوزارة بأن ساعات العمل الاضافي وفق القانون سيحتسب لها أجر مادي، ناهيك عن دوام يوم الخميس الذي يعد من أيام التصحيح المركزي إذا احتاج الأمر نظرا إلى كثرة أعداد الورق.
ماذا سيحدث لو ان الوزارة نظرت بعين الاعتبار إلى كثرة اعداد الورق وأعادت نظام التصحيح السابق ضمن اطار المدارس بحيث تصحح كل مدرسة أوراقها بأعداد طلابها، ولكن بأرقام سرية وبالتالي لا تتحمل مدرسة عبء ورق مدرسة أخرى، علما بأن هذا النظام هو المطبق حاليا في تصحيح الشهادة الإعدادية؟!
ما الذي سيضير مسئولي المركز ان فتحت صدورهم، ووفروا لنا خدمات مريحة تجعلنا نقبل على العمل برغبة، بدلا من هذه الاهانات المتواصلة من بعضهم؟
وإن اضطررنا وعملنا بساعات عمل اضافية، فلماذا يخصم أجر هذه الساعات من البعض؟
لسنا ننادي بأن يلغى التصحيح المركزي، ولكننا ننادي بأن ينظر في هذه المشكلات والتجاوزات، فقد بت أخشى أن تخرج ثورة رديفة لثورة الجياع في لبنان تحت مسمى ثورة التصحيح المركزي، وحينها لن يكبح جماح المعلمين أحد ما، ولو كان الوزير ذاته.
خاتمة: في أحد المراكز، افطار المعلمات عبارة عن بسكويت "تك" مع الشاي الأحمر
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1005 - الإثنين 06 يونيو 2005م الموافق 28 ربيع الثاني 1426هـ