العدد 1004 - الأحد 05 يونيو 2005م الموافق 27 ربيع الثاني 1426هـ

هناك قانون يمشي على ناس... لكنه لم ولن يمشي علي "أنا"؟!

بيني وبينكم

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

كنت جالسا وكعادتي بمعية مجموعة من الأنساب في مأتم الحجة "ع" بالمحرق، حينما احتدم النقاش أو هو الخلاف لا أعلم. .. إذ يقول قائل "متفائل" إننا في البحرين دخلنا حقبة يحمد الشاكر ربه على نعمائها من فرط النعم التي حصلت في البحرين... فهي حقبة سيسجلها التاريخ في إحدى أروع صفحاته... وواحدة من النعم التي سيسطرها التاريخ ويخلدها ولن يصدقها المخضرمون "نحن" الذين عايشوا الفترتين هو أن هناك شيئا يدعى "قانونا"... وللمرة الأولى نسمع عن بلد اسمه بلد المؤسسات والقانون ونراه على الطبيعة... ولن يكون هناك أحد فوق القانون بل الأقربون هم أكثر المطبقين للقانون كنموذج يمكننا "نحن" الاحتذاء به، لولا أننا كنا نخشى تطور نزعة السرقات القانونية، كونهم سيحترمون القانون حتى ولو كان رغما عنهم! ولكن لكل حادث حديث!

أخال حديثك يا بوحسين في هذا الشأن منذ فترة طويلة امتدت صحيحا! ونقاشك مع صاحبنا محاولا إقناعه بأن ما يقوله صحيح ولكن يشوبه الخيال الممزوج بالحلم، ولكنه لم يصدق... فأنا عن نفسي اعذرني إن كنت قد شككت في صدقية تكهناتك "الصحيحة" التي أتت عن خبرة... فأنا من الناس الكثر الذين صدقوا! ولنا في "جدار العزل" في المالكية خير دليل... وتأكد يا بوحسين أن هذا الجدار ليس بالأول أو الأخير وأنت تعلم... فيا ما جدران وجدران... ويا ما أراضي وقسائم وبيوت راحت! والقائمة تطول!

لو أخذنا هذا الجدار كنموذج واضعين في الاعتبار حجم وشكل وتوقيت هذا الجدار... فسنرى أن له دلالات كثيرة... تمثل ما للقانون من هيبة من السهل على "البعض" أن يتجاوزها كما كان في السابق... بالضبط هو الأسلوب المتبع في السابق في إهانة هيبة القانون والتي يساهم فيها بعض الإدارات الحكومية ولا ضير في أن نورد البلديات كونها صاحبة الشأن في هذا الجدار كما في الجدران.

جميع المتعاملين مع البلديات في البحرين يدركون تماما أنها "البلديات" أكثر مكان يساهم في كسر هذه الهيبة من خلال التساهل الصارخ وممارسة الانتقائية في تطبيق القانون، وهذا الجدار ليس بالأول... فهو مفضوح من قبل الأهالي والصحافة ولكن ما خفي أعظم!

دخولك للبلديات "غالبية البلديات" صار من المسلمات أن يكون لك "صاحب" يستطيع أن يقلب الشارع السكني الى تجاري مثلا... أو أن يعمل لك تخفيضا على المخالفات وإذا كانت علاقتك قوية فأصابتك مكرمة الاعفاء من رسوم المخالفة... البلديات تلجأ الى قرار الهدم على المخالفين "الفقارة" الذين بنوا غرفة فوق بيتهم أو هدموا جدارا داخل بيتهم أو هم تمادوا وبنوا غرفتين وحماما في الطابق الثاني في حدود بيتهم كذلك... ولكن خيار الترخيص والغرامة وإسقاط الغرامة هو خيار الميسورين... بل هو الحل لفئة دون أخرى!

هذا من جهة... وتراخيص الإعلانات لها نصيب آخر... ففي المناسبات ترى الإعلانات المرخصة بالكاد يمكنك الحصول عليها... وترفض بسبب أن المساحات زراعية "يمنع" تنصيب أي إعلان عليها... وقبل المناسبة بأسبوع سترى إعلانات من جهات رسمية "محافظات أو وزارات" منصبة في المناطق الممنوعة؟!

هذا الجدار ليس بكل شيء... ولكنه نموذج فيه الكثير من الرسائل الى الناس كجهة شعبية... رسالة إلى أعضاء المجلس البلدي المغلوب على أمرهم المساكين... رسالة إلى النواب "المؤسسة التشريعية"... إنها رسالة إلى المؤسسات التنفيذية من بلديات وداخلية... أن هناك قانونا يمشي على ناس... والقانون هذا نفسه لم... ولن يمشي علي "أنا"؟! وإللي مو عاجبه يشرب من الجهة الأخرى من بحر المالكية

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1004 - الأحد 05 يونيو 2005م الموافق 27 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً