فترة الصيف من كل عام تعد موسما شبابيا معروفا تستعد له المؤسسات المختلفة المعنية بالشباب، سواء كانت جمعيات أو أندية أو صناديق خيرية أو مراكز شبابية أو مؤسسات ووزارات حكومية.
يتضمن هذا الموسم ثلاثة مراحل، المرحلة الأولى تتضمن الاستعداد لإقامة الأنشطة الصيفية والتحضير لها، والتنافس من أجل تقديم الأفضل، وفي هذه المرحلة يتم الإعلان عن نتائج الامتحانات النهائية الثانوية. أما المرحلة الثانية فتتضمن تنفيذ البرامج والأنشطة الصيفية بمختلف فعالياتها، وتشهد هذه المرحلة الإعلان عن البعثات والمنح الدراسية وكيفية تقدم خريجي الثانوية لها. وفي المرحلة الثالثة يتم ختام الأنشطة الصيفية، وتشهد الإعلان عن نتائج الحاصلين عن البعثات والمنح الدراسية المختلفة.
وقد تكون المراحل الثلاث السابقة هي السبب الرئيسي في أن تكون الإجازة الصيفية موسما للشباب. ولكن مع ذلك فإن هناك قضايا تهم الشباب طوال هذه الفترة، وهي البحث عن بدائل للأنشطة الصيفية التي أصبحت برامجها مملة بسبب تكرارها من عام إلى آخر، في الوقت الذي تبقى فيه معاناة الطلبة والطالبات الخريجين من محدودية البعثات والمنح الدراسية المقدمة لهم، والانتظار للحصول على قبول ومقعد في الجامعات المحلية أو الخارجية.
وبملاحظة الجانبين نجد أن هناك هموم شبابية مشتركة، فالشباب بحاجة إلى برامج مميزة في الصيف، والتقليل من الجانب النفسي المصاحب لحالة الفراغ التي يعيشها. في حين أن الطالب أو الطالبة المتخرجة من الثانوية العامة يعيشان في مرحلة من المجهول، لأنهما لا يدركان ما سيقبلان عليه من حياة دراسية جديدة لا يعرفان مضمونها إلى بعد فترة من الانتظار، وهذا ما يخلق لديهم حالة نفسية صعبة نتيجة الترقب والانتظار.
مثل هذه الحالات النفسية مازالت الجمعيات الشبابية والمؤسسات الحكومية المعنية بالشباب غافلة عنها تماما، ولا يوجد لديها أدنى اهتمام بكيفية إخراج الشباب من هذه الحال النفسية، أو التقليل من حدتها على الأقل. وقد يكون الطرح السابق نظريا للغاية، إلا أن الذي يعيش هاتين التجربتين هو الوحيد القادر على أن يؤكد وجود هذه المشكلة ويدعو إلى معالجتها
العدد 1004 - الأحد 05 يونيو 2005م الموافق 27 ربيع الثاني 1426هـ