عقب ما يزيد على ثلاثة عقود كشف العميل السري في فضيحة أوقعت رؤوسا أميركية كبيرة عرفت بفضيحة "ووترغيت" خلال فترة السبعينات عن نفسه. كان مصدر المعلومات يحتل آنذاك منصب نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" ويدعى مارك فيلت والملقب بديب ثروت "الحلق الغامض".
تواطأ مارك فيلت مع صحيفة "واشنطن بوست" التي حققت سبقا من خلال كشف أسراره ووثائقه التي زودها بها في لقاءات جمعته داخل مرآب تحت الأرض مع الصحافيين بوب وودوارد وكارل بيرنشتاين. وتعود قضية "ووترغيت" إلى 17 يونيو/ حزيران العام 1972 حين تم ضبط خمسة سارقين في مقر الحزب الديمقراطي الرئيسي في مبنى "ووترغيت" في واشنطن. واتضح أنهم تسللوا لإصلاح تجهيزات تنصت وضعت في المكان قبل ثلاثة أسابيع.
وفي التاسع من أغسطس/ آب العام 1974 وقع الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون رسالة استقالته وتخليه عن مهمات منصبه. وبذلك وضع هذا الجمهوري - الذي انتخب رئيسا في العام 1968 وأعيد انتخابه في العام 1972- حدا لواحدة من اخطر الأزمات في تاريخ الولايات المتحدة.
وبعد غياب يزيد على 30 سنة كشف مفجر فضيحة "ووترغيت" - الذي يبلغ حاليا 91 عاما - عن أكبر الألغاز حيرة، خوفا من وفاته وضياع حقيقة "ووترغيت" التي كانت من اخطر ملفاته السرية وساهمت بالإطاحة بحكومة نيكسون.
هل تشكل تلك الواقعة نقطة للولوج في أخطر الملفات السرية التي تزخر بها وثائق البيت الأبيض وأبرز تلك الملفات عن من هو المسئول عن اغتيال كينيدي... ودوافع هجمات سبتمبر وغيرها من الملفات الساخنة التي تعني منطقتنا وتؤثر على مسيرة الأجيال المقبلة والسابقة.
أم لم يحن الوقت بعد للكشف عن أغوار تلك القضايا إلا بعد انقضاء حين من الدهر والزمن وتذهب أجيال... ويولد جيل لا يعرف من الشرق الأوسط سوى منطقة تحدها البحار من الشمال والجنوب والغرب والشرق وتمر فيه أهم نقاط العبور التجارية الضخمة؟
العدد 1004 - الأحد 05 يونيو 2005م الموافق 27 ربيع الثاني 1426هـ