قرأت بإمعان تصريح وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح الصباح في صحيفة "الشرق الأوسط" بأن المرأة الكويتية لم تعط حقوقها نتيجة ضغوط أميركية، كما أشيع.

سؤال دائما ما يتبادر لذهني: لماذا يستنكر هؤلاء على المرأة المشاركة السياسية؟ هل هم أفضل من المرأة؟ هل هم أكثر ذكاء ووعيا من المرأة؟

هل ولدت المرأة لتكون خادمة لهم أو مربية لأبنائهم وكفى؟ هل أعطى الله المرأة دور الجارية أم دور الخلافة كإنسان على الأرض له حقوق وعليه واجبات؟

هناك عقلية ماضوية "قروسطية" تريد أن تجير النساء لصالح الحزب ولصالح آلهة الحزب القابعين على كراسيهم.

ما الذي يفضل الرجل على المرأة في العمل السياسي؟

دعونا من كل ذلك. فلنذهب إلى لوائح الشرف عند عرض أسماء المتفوقين في أي مجال أو تخصص ابتداء من المدرسة حتى الجامعة إلى المناصب العليا.

من هم الذين يتصدرون الاسماء الأولى للمتفوقين في المدارس كل عام؟ تجد غالبيتهم من النساء ويمكن النظر في لوائح الشرف هذا العام، بل كل عام.

ليس هذا تحيزا، ولكن هذه حقيقة، حتى على المستوى الفقهي؛ فلقد درسنا الفقه الإسلامي وعشنا مع مفكرين إسلاميين فلم نر هذا الإصرار على إلغاء المرأة في العمل السياسي بحجج فقهية.

هل من المنطق أن تحرم المرأة من الترشح أو الانتخاب لأنها امرأة ولو كانت عملاقة في الأخلاق والعطاء ويحل للرجل أن ينتخب ويترشح ولو كان غير كفؤ ولا يحسن "فك الخط" فقط لأنه رجل؟ هل هذا منطق؟

أعتقد أننا يجب أن نشجع أية دولة تعمل على إعطاء المرأة حقوقها مادام ذلك يصب في مصلحتها الإنسانية والقيمية.

إن خطوة الحكومة الكويتية في ذلك كانت خطوة في الاتجاه الصحيح وتستحق التشجيع والمباركة.

وأنا بدوري أرسلت برقية تهنئة للسفير الكويتي في البحرين بهذا الانجاز المهم والتاريخي، وكتبت عدة شعارات في ذلك بعضها نشر في الصحافة العربية. وهذا الموقف لا تراجع عنه؛ فإن للمرأة الحق في المشاركة والدعم. ورحم الله المتنبي إذ قال:

فلا التأنيث لاسم الشمس عيب

ولا التذكير فخر للهلال