العدد 1004 - الأحد 05 يونيو 2005م الموافق 27 ربيع الثاني 1426هـ

هل تحولت قضية الخزنوي إلى ضاغط على السياسة السورية؟

فايز سارة comments [at] alwasatnews.com

.

تبدو مدينة القامشلي في اقصى شمال شرق سورية، مدينة مفتوحة على المجهول بعد عملية اغتيال رجل الدين الكردي محمد معشوق الخزنوي التي جرى الاعلان عنها من جانب السلطات السورية الاسبوع الماضي، وأكدت السلطات فيها الطابع الجنائي لعملية قتل الخزنوي، ونفت ان يكون لها أي بعد آخر من خلال مقابلة عرضها التلفزيون السوري مع بعض الذين شاركوا في قتل الشيخ الخزنوي.

غير ان الكلام الرسمي عن قتل الخزنوي مشكوك فيه في مدينة القامشلي التي يبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة غالبيتهم من الاكراد السوريين، ويبدو هذا الامر واضحا في كلمات المتحدثين في خيمة العزاء المنصوبة في واحد من أكبر شوارع المدينة، إذ يتلقى آل الخزنوي وبينهم ولده مرشد العزاء، وتركز الكلمات في غالبيتها على الاشادة بمزايا الراحل ولاسيما في الاشارة الى مواقفه الاصلاحية من الناحية الدينية وتربطها بمواقفه من اجل تحسين حال السوريين الاكراد في اطار دعواته للاصلاح والديمقراطية والتعددية في سورية، وقال احد اقارب الخزنوي، ان لديهم "رواية اخرى للرواية الرسمية"، وانهم سيعلنون هذه الرواية بعد انتهاء ايام العزاء الرسمي".

ويضيف كلام آل الخزنوي الذي يشكك بالرواية الرسمية الى كلام الاحزاب الكردية بعدا آخر، ذلك ان قادة الاحزاب ركزوا على المسئولية السياسية للسلطات في عملية اغتياله، اذ أصدرت "الجبهة الديمقراطية الكردية في سورية" و"التحالف الديمقراطي الكردي" اللتان تضمان احد عشر حزبا كرديا بيانا مشتركا، اعتبر، ان قتل الخزنوي "سابقة خطيرة" وشددا على ضرورة عدم "تحولها ظاهرة تهدد الأمن والاستقرار والسلم الاهلي". وحمل السلطة السورية "المسئولية الاخلاقية عما حصل باعتبارها المسئولة عن امن المواطنين" وطالب بـ "إجراء تحقيق شفاف وصريح لكشف كل جوانبها وملابساتها". فيما دعا تيار المستقبل الكردي في سورية إلى "تحقيق نزيه وشفاف لكشف الحقيقة" في مقتل الخزنوي، معتبرا ان "لا شيء سوى الحقيقة يمكن ان يرضي الشارع الكردي والسوري". وطالب بـ "لجنة تحقيق سورية محايدة مؤلفة من محامين أكفاء يمثلون التعدد القومي السوري"، واتهم السلطة السورية بـ "التعامل بعقلية أمنية مع وجود الشعب الكردي في سورية وتاريخه وواقعه".

وعلى رغم ان القامشلي، لم تشهد أي توترات في الايام القليلة الماضية، فان الاجواء لاتبدو طبيعية، خصوصا بعد ماقيل عن متابعة امنية واضحة وواسعة لما يجري، واعتقالات حدثت كان منها اعتقال الطفل هوكر امين اوسى والمحتجز بسجن المشفى الوطني بمدينة القامشلي، إذ تم الاعتداء عليه بالضرب اثناء مشاركته في تشييع الخزنوي طبقا لبيان اصدرته المنظمة العربية لحقوق الانسان في سورية أمس السبت.

ويشكل توتر الوضع في القامشلي مع ما يرافقه من اتهامات لسورية بدور في اغتيال الصحافي اللبناني سمير قصير ببيروت الخميس الماضي مع استمرار الاتهامات الاميركية - العراقية عن دور سوري في العراق، عامل ضغط على السياسة السورية في وقت يستعد فيه حزب البعث الحاكم لعقد مؤتمره العاشر يوم الاثنين المقبل، إذ من المنتظر ان يقر اعضاء المؤتمر نهجا يعالج بعض جوانب الحياة السياسية في سورية بالتوجه الى اقرار قانون جديد للاحزاب السياسية والجمعيات الاهلية وقانون جديد للاعلام بما فيه الاعلام الالكتروني، كما ينتظر اجراء تغييرات في قيادات الحزب، تؤدي الى ابعاد بعض الشخصيات التي لعبت دورا مهما في الثلاثين عاما الماضية وبينهم الامين العام المساعد عبدالله الاحمر، وعضو القيادة القطرية ونائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام.

وكان الكثير من الشخصيات الرسمية وبينهم وزير الاعلام مهدي دخل الله، أكد انه ينبغي عدم توقع الكثير من مؤتمر الحزب، واذا صحت هذه التقديرات، فقد يكون من الصعب مجيء قيادة جديدة قوية على رأس الحزب، واقرار توجهات عميقة، تكون قادرة على التعامل مع المشكلات الداخلية والضغوط الخارجية التي تضغط على السياسة السورية في المستويين الداخلي والخارجي، وهو ما يقوي المخاوف ليس فقط من استمرار الضغط الخارجي، وانما من تداعيات الاوضاع الداخلية وبينها قضية قتل الشيخ الخزنوي، التي يمكن القول، ان تداعياتها لم تحسم بعد

العدد 1004 - الأحد 05 يونيو 2005م الموافق 27 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً