العدد 1004 - الأحد 05 يونيو 2005م الموافق 27 ربيع الثاني 1426هـ

"جمعة الدوسري" وأسرانا في غوانتنامو...

وجهة نظر

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

نشرت "الوسط" في أغسطس/ آب 2004 رسائل الأخ الكريم المحتجز الأسير جمعة الدوسري، وفي هذه الزاوية وتحت عنوان: "جمعة الدوسري" ورسائل تقطر دما. .. كتبت عن تلك الرسائل التي تقطر ألما وحسرة والتي كتبها الدوسري عن واقع السجن وفراق الأهل والأقارب. وعن طفلته الصغيرة التي تكبر بعيدا عن حضن أبيها، كما يعبر الدوسري.

ولم ينس "الدوسري" أمه وأباه اللذين طالب في إحدى الرسائل أن يقبل رأسيهما، وأيضا لم ينس أخته، ومن للأخ سوى أخته، ومن للأخت سوى أخيها، وما تجتمع تلك الرحمات في قلب رجل إلا إذا كان يتحلى بأكثر الأخلاق كرما ونبلا، وما تجتمع صفات الرحمة مع القتل والإرهاب الذي تتحدث عنه الإدارة الأميركية!

أشرت في هذه الزاوية، قبل عام مضى، إلى ضرورة قيام الجمعيات الإسلامية بواجبها تجاه هذا الأسير وغيره من أسرانا في غوانتنامو، فهذا هو خط الإسلام في هذا الجانب، إذ جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري في الحديث المروي "... عن أبي جحيفة قال قلت لعلي رضي الله عنه هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة، قلت وما في هذه الصحيفة، قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر".

وهناك الكثير من الأحاديث والشروح والتفاسير في هذا الجانب منها ما كتبه المفسر الكبير القرطبي، وما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في ضرورة فك الأسارى من قيد النصارى، أو ما شابه ذلك لابن القيم الجوزية في باب فك الأسير. هذا من جانب الجمعيات الإسلامية لكي تحافظ على صدقيتها أمام الجمهور.

جمعة الدوسري هو ابن البحرين، لذلك كان لزاما على البحرينيين التضامن معه ومؤازرة أهله ومواساتهم، والدعاء بتفريج كربته، وفك أسره هو وغيره من أبناء البحرين المحتجزين في ذاك المعتقل البغيض، في معقل حضارة القرن الحادي والعشرين "أميركا"، هذا من جهة شخصية "أي كأفراد".

كما أن المجلس النيابي عليه أن يقوم بواجباته أيضا، واجبات السلطات التشريعية في مثل تلك الأحوال، من ممارسة الضغوط على الحكومة البحرينية للمطالبة بالأسير جمعة وبقية أسرانا في غوانتنامو، وعليهم "أي أعضاء المجلس" أن يبرهنوا على أنهم ليسوا ظاهرة صوتية! وأن يقوموا بعمل الضغوطات اللازمة لفك قيد الأسارى... وإلا فإن على الجماعات الإسلامية والجمعيات السياسية والحقوقية، التي تدعي منافحتها عن قضايا البحرينيين والتحدث باسم المواطنين، عليهم أن يكفوا عن الصراخ بأنهم يهدفون إلى الصالح العام والدفاع عن حقوق البحرينيين، فموضوع أسرانا في غوانتنامو يضعهم على المحك، ويعري مواقفهم المتخاذلة. وما من مفر للمواطنين إلا انتظار "المدد" من المرسي أبو العباس أقرب من هؤلاء جميعا... و"مدد يا مرسي يا أبو العباس!"

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1004 - الأحد 05 يونيو 2005م الموافق 27 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً