"الكلمات كالرصاصات، فإذا بدأت الكلام ينبغي أن تحدد أهدافك جيدا وأن تحسن التصويب"، لذلك فإن أمتنا العربية تخاف تلك الكلمات فتبادر هي بإطلاق الرصاصات، إذا أدركت جيدا أن "اللغة" تعجز عن التعبير، فيما الجسد يستجيب بسرعة! هذا ما حدث مع الصحافي اللبناني سمير قصير، إذ كان "صحافيا قناصا" سخر قلمه ليطلق به رصاصات نحو "فريسته" التي كان يصبو من قتلها إلى تحرير الأرض التي تجثو "بثقلها" على صدر شعبها، إلا أن هذه الرصاصات ردت له بعد عجز "لغة التهديد". أهي "لعنة القلم" تحل على أمة فتقتل أبناءها المبدعين، أم هي "الثقوب السوداء" الكونية التي تسحب الأجساد والأرواح إلى الأماكن المظلمة؟
كل ذلك يجعلنا نقف قليلا لنتأمل ونتساءل، من هم أعداء لبنان حقا؟ ومن هم صانعو الدمار؟ وقبل أن نصل إلى أية ملامح للإجابة، كان علينا أن نوفر شيئا من الجهد فنسأل عن العداوات التي تحولت بين عشية وضحاها إلى صداقات، وعن الاتهامات الصريحة بالفساد السياسي، والنواح المتواصل، وكذلك الوعود بالوصول إلى القتلة.
الاغتيالات والتفجيرات والخطط المتلاحقة، أصبحت محيرة فعلا، أما الفاعلون فهم إما أحرار طلقاء، يتنسمون ردود فعل الشارع المقهور، وإما جزء من بكاة الحرية والديمقراطية التي تتفجر في كل لحظة.
إن ديمقراطية "الشتائم" التي تحاك في لبنان في الآونة الأخيرة، وخصوصا بعد عودة العماد ميشال عون، والضياع الذي باتت تعيشه بيروت، إنما هي شكل من أشكال الانفلات الخطير، في بلد يتمتع بـ "سقوف عالية وشاهقة من التعبير" في النهار، والتخطيط في الظلمات الدامسة لتقطف الحياة والمستقبل والأحلام
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1003 - السبت 04 يونيو 2005م الموافق 26 ربيع الثاني 1426هـ