اللؤلؤ جوهرة من أثمن الجواهر التي عرفهـــا أجدادنا وتاجروا بها منذ الأربعينات من القرن العشرين، وترجع شهرته إلى العصور القديمة، وشغلت عملية البحث عن اللؤلؤ والاتجار به جميع أوجه الحياة الاقتصادية والمعيشية في الخليج العربي، ويعد اللؤلؤ أثمن الأحجار الكريمة من حيث القيمة، ويختلف اللؤلؤ عن بقية الجواهر الأخرى، إذ تعد معظم الجواهر معادن تستخرج من المناجم تحت سطح الأرض أو من الجبال وتكون الجواهر المعدنية صلبة وتعكس عادة الضوء، أما اللؤلؤ فيتكون داخل أصداف المحار ويمتص بعض الضوء كما أنه يعكسه أيضا، ويكون المحار المادة الصانعة للصدف وهي مادة خاصة تسمى عرق اللؤلؤ، تبطن الجوانب الداخلية للأصداف وتكون لماعة وتسمى "الطبقة اللؤلؤية"، وعند دخول قطعة صغيرة أو طفيلي صغير إلى جسم الحيوان الرخوي يبدأ الحيوان بعمل المادة اللؤلؤية وتغطي الخلايا طبقات متتالية دائرية من عرق اللؤلؤ، وبذلك يسمى اللؤلؤ. و"اللؤلؤ الشرقي" من أجود أنواع اللؤلؤ في العالم وسمي بهذا الاسم لتقزح لونــه وشكله الجميل، ويكون لون اللؤلؤ الشرقي ذهبيا أو أصفر شاحبا أو أبيض قاتما وهو من أكثر اللآلئ قيمة، وشكل اللؤلؤ معادل في أهميته للونــه واللؤلؤ الكروي من أثمن الأنواع، ويتبعه من حيث القيمة اللؤلؤ على شكل حبة الرز أو على شكل قطرة الماء، ويسمى اللؤلؤ غير المنتظم "الباروكي"، وهذه الأشكال أقل قيمة من اللؤلؤ.
هناك نوعان من اللؤلؤ: اللؤلؤ الطبيعي واللؤلؤ المستنبت، ويتميز اللؤلؤ الطبيعي بالجودة العالية وكثرة وجوده في الخليج العربي وخصوصا قرب مملكة البحرين، وظل حتى الأربعينات من القرن العشرين المكان الرئيسي الذي يعثر فيه على اللؤلؤ الخليجي، وتوجد مناطق لمحار اللؤلؤ الطبيعي في جنوب المحيط الهادي وجمع الآلاف من المحار للحصول على كمية صغيرة من اللؤلؤ، ولهذا السبب يكون اللؤلؤ الطبيعي غالي الثمن ويجمع القليل من اللؤلؤ لاستخدامه في الحلي لصعوبة استخراجــه من البحر.
واللؤلؤ المستنبت هو لؤلؤ طبيعي، ولا يمكن تمييزه عن اللؤلؤ الطبيعي إلا بفحصه، عن طريق إدخال خرزة مكونة من أم اللآلئ داخل صدفة المحار ويقوم حيوان المحار بعمل إفرازات على أم اللآلئ لتكوين "الطبقة اللؤلؤية" داخل صدفة المحار وهي عملية دقيقة جدا، وبذلك يسمى اللؤلؤ المستنبت، وينتج معظم اللؤلؤ المستنبت في اليابان وبكميات كبيرة في وقتنا الحاضر.
تعد صناعة الحلي واللؤلؤ الكامل أو اللؤلؤ ذي العيب من أكثر اللآلئ قيمة ويمكن إزالة العيب أحيانا إذا لم يكن موقعه عميقا ويقوم عليه عمال "متخصصون" ويلقبون بـ "القشاطون أي قشط الطبقات المشوهة في اللؤلؤة لإزالة العيب"، وبعد إزالة العيب يصبح اللؤلؤ أكثر قيمة، وتسهل عملية ثقب اللؤلؤ وهي عملية دقيقة للغاية ويقوم الثاقب بفرز حبات اللؤلؤ بحسب حجمها وشكلها ولونها وصنع القلائد والعقود، وتحدد قيمة اللؤلؤ بكميات كبيرة بالوزن، وبعض أنواع اللؤلؤ تحدد قيمتها بحجمها ولونها وبريقها وندرة وجودها في وقتنا الحاضر.
حسن الصائغ
العدد 1000 - الأربعاء 01 يونيو 2005م الموافق 23 ربيع الثاني 1426هـ