واحد من أبرز الأفلام للنجم الراحل أحمد زكي الذي سطع في الفن وأصبح يختلف عن غيره لما يمتلكه من قدرات وأحاسيس حين يمثل دوره. قصة الفيلم تبدو كالقصص الواقعية في حياتنا من خلال الإهمال الإداري من بعض الوزراء تجاه تأديتهم واجبهم وبالتالي عندما يدرك النجم زكي وهو محام خاص لأصحاب الدعارة والمخدرات وجود حادث بين حافلة مدرسية وقطار ومن ضمن من هم في الحافلة ابنه... ينفرد بالقضية لمعرفة المتسبب في هذا الحادث ومن الذي يجب أن يلام على ذلك، تنقلب الدنيا عليه ويصبح شخصا غير مرغوب فيه عندما يطلب التحقيق مع الوزراء المسئولين عن الحادث، فبعد أن كان المحامي الذي يتلاعب بالقانون ولا أحد يستطيع مجادلته أصبح شخصا كل المحامين ضده وكبار الشخصيات تهدده ومن ثم يتم البحث عن فضائحه، في حين يواصل هو سياسته وإصراره على محاكمة الوزراء، إلى أن ينجح في الأخير فيما أصر عليه.
في بحريننا الغالية لو ظهر يوما محام شاطر كأحمد زكي وأصر على شيء مماثل هل سيكون ذلك ممكنا أم ستكون الإجابة "مد ريولك على قد لحافك"؟ وبالتالي هل سيسكت أو يصير مصيره كمصير أحمد زكي؟ فالوزراء عندنا ليسوا كالوزراء الذين طلب أحمد زكي محاكمتهم، على رغم وجود قضايا مشابهة لذلك "من دون تحديد نوع القضية أو من هو الوزير المقصر؟" ولو حصل أن وقف أحدهم في وجه هؤلاء أصحاب المعالي فهل سيكون ضد الحكومة؟
أتمنى من الوزراء، النواب، البرلمانيين، المديرين، كبار الشخصيات، و... و... و... إلخ، ألا يتركوا المجال لأحمد زكي كي يظهر في شخصية محام آخر صلب وصاحب قرار يطلب محاكمتهم لتقصيرهم في عمل ما فالتقصير موجود في عدة وزارات، لكن أحمد زكي ليس موجودا. إنني بحريني وأحب وطني وأتمنى من كل قلبي أن يدرك كل فرد أهمية دوره في صناعة مستقبل البحرين حين يحصل على ثقة أولي الأمر، ويصبح أمام الأمر الواقع.
عارف حسن
العدد 1000 - الأربعاء 01 يونيو 2005م الموافق 23 ربيع الثاني 1426هـ