ليس غريبا على هذا البلد المعطاء أن يقدم كل يوم مثالا يحتذى به بين سائر الدول العربية، فهو زاخر بأبنائه وعطائه على رغم قلة موارده المادية فإن ذلك لم يشكل عائقا في طريق التنمية الذي بدأه ولن يوقف ركب النهضة الذي يقوده ربانها الحكيم.
فقد وعت هذه القيادة الحكيمة أهمية دور المجتمع الأهلي في تحقيق التنمية ووجهت بأهمية التنسيق معه ومساعدته وتذليل الصعاب التي تواجهه من أجل القيام بدوره المنشود فكانت النتيجة وجود حكومة تمد يدها لتساعد وتدعم، وبروز مجتمع أهلي ناضج يخدم طلعات الوطن في تحقيق التنمية والنهضة.
ولقد كانت فكرة "النهضة" ومازالت حلم الحكومات والشعوب على حد سواء، إلا أن الفكر السائد لدى عموم الناس هو أن هذه النهضة هي مسئولية الحكومات وحدها فهي التي يقع على عاتقها عبء التخطيط والسعي لتحقيق هذه النهضة بينما يقف المجتمع موقف المتفرج منها من دون أن يسعى هو الآخر للقيام بدوره فيها ويكتفي بأن يكون من المنعمين في خيراتها إذا تحققت، ولكن السؤال يطرح نفسه كيف تتحقق هذه النهضة من دون أن تمتد سواعد وعقول أفراد المجتمع لتساهم فيها؟
ولكن هذه النظرة تغيرت وظهرت في الآونة الأخيرة تجمعات أهلية جديدة أخذت على عاتقها هذه المسئولية أيضا وتحركت للقيام بدورها في غرس فكرة النهضة بين أفراد المجتمع وتشجيعه على القيام بواجبه تجاه وطنه الذي يعيش فيه ويأكل من خيراته، وأطلقت على نفسها "صناع الحياة" تعبيرا عن هدفها ودورها التنموي الذي تقوم على تنمية الجانبين الروحي والمادي وبما يحقق صناعة الفرد لنفسه ولمجتمعه. وبدأ صناع الحياة مشوارهم مع التنمية في مملكة البحرين منذ أكثر من العام عرفوا خلاله الطعم الحقيقي للإنجاز والنجاح من خلال الكثير من المشروعات والأنشطة التي قاموا بها، ولم يكن دلك ليتحقق لولا التعاون من جانب الحكومة التي قدمت الدعم وفتحت الأبواب وتعرفت على حاجاتهم ومطالبتهم ووعدت بالمساندة على طول الطريق من أجل تحقيق هدف مشترك وهو التنمية والنهضة.
وتنوعت المجالات التي عمل فيها صناع الحياة في البحرين خلال هذه الفترة إلا أنها شكلت في مجملها لبنات في صرح النهضة المنشود، فقد عملوا في مجالات الصحة والزراعة والبطالة والتكافل الاجتماعي وامتد دورهم إلى المجال الإعلامي أيضا من خلال السعي لإذاعة حلقات برنامج "صناع الحياة" للداعية عمرو خالد الذي رفع راية النهضة وحث عليها على شاشات التلفزيون المحلي لتعم الاستفادة بين أفراد المجتمع البحريني، وهناك الكثير من المجالات الأخرى التي ينوي صناع الحياة المساهمة فيها بما يحقق حلم النهضة الكبير.
ولم تدخر الحكومة جهدا في دعمها وترحيبها بأهداف وتطلعات صناع الحياة، وضرب مسئولوها مثالا يحتذى به في الداخل والخارج على تعاون الحكومة مع المجتمع الأهلي من أجل خدمة المجتمع وتحقيق أهدافه لذلك كان لزاما أن نقدم لهم رسالة شكر مفتوحة على جهودهم ودعمهم لنا. فشكرا وزير الإعلام محمد عبدالغفار... فقد كانت كلماتك لنا دافعا قويا للاستمرار وبذل مزيد من الجهد في سبيل تحقيق غايتنا، ولمسنا مقدار تشجيعك للشباب وحبك لوطننا من خلال الدعوة لتوجيه الشباب بأهمية دورهم في تحقيق التنمية والنهضة.
وشكرا وزير العمل مجيد محسن العلوي... على ترحيبك بنا وتثمينك لجهودنا في وطننا الغالي، ودعمك لنا في سبيل تحقيق أهداف صناع الحياة في محاربة البطالة وحث الشباب على الانخراط في مجالات العمل الذاتي.
وشكرا وزيرة الصحة ندى حفاظ... فقد كنت من الأوائل في مساندة صناع الحياة ودعمه، وكم كنا سعداء باحتضانك لفكرتنا ومشروعنا في محاربة المكيفات بأنواعها.
وشكرا وزير شئون البلديات والزراعة علي صالح الصالح... فقد وضعت حلمنا في رجوع البحرين بلد المليون نخلة كعهدها السابق ضمن أولوياتك ومهدت لنا الطريق لنبدأ خطواتنا الأولى في تحقيقه... وتعدى دعمك لنا نطاق وزارتك حين لمسنا دعمك الشخصي لنا وسعادتك بمجهوداتنا. وشكرا لكل من مد لنا يد العون والمساعدة سواء أفراد أو جمعيات أو مؤسسات تجارية وأن لم يتسع المجال لذكرهم جميعا فلا يعني ذلك أننا ننكر فضلهم علينا وإنما هم كثر ولن يكفي لسردهم مقال في صحيفة، فشكرا للمجتمع البحريني كافة.
اللجنة الإعلامية
نادي صناع الحياة البحريني
العدد 1000 - الأربعاء 01 يونيو 2005م الموافق 23 ربيع الثاني 1426هـ