الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة علم من الأعلام المتميزة في مملكة البحرين. .. سطع نجمه بداية في أواخر الستينات من القرن الماضي ومطلع السبعينات عندما أبرزت أشعاره وأغانيه الكثير من المطربين والفنانين الشباب في ذلك الوقت... فتغنى أحمد الجميري بأغنية "خضر نشلك على عودك تزينينه ولا يزينك" من كلمات شاعرنا المحبوب عيسى بن راشد، كما أعطى كلمات أغنية "ولهان يا محرق" للمطرب إبراهيم حبيب... وعندما ترجع الذاكرة للمطرب القطري الذي توفي وهو في عز شبابه فرج عبدالكريم فإن الأغنية الروعة التي تذكرنا به دائما وليس غيرها من أغانيه هي من كلمات عيسى بن راشد "واقف على بابكم"... كان الشيخ عيسى قاضيا في العدل "بحكم دراسته للحقوق في إحدى الجامعات المصرية" ثم انضم لقوة دفاع البحرين في بداية تكوينها "مستشارا للشئون القانونية" برتبة ملازم أول وتدرج في الرتب والوظائف حتى وصل إلى أعلى رتبة في القوة من بعد القائد العام آنذاك وحاليا ملك مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة أطال الله في عمره وسدد خطاه... انتقل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة من قوة الدفاع إلى وزارة الإعلام ليواصل عطاءه الخصب على الصعيدين الشاعري والرياضي ثم انتقل بعد ذلك "وعلى ما أذكر في العام 1988" ليترأس المؤسسة العامة للشباب والرياضة سنين عدة قبل أن يترك العمل ويكون حتى يومنا هذا نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وينتخب "انتخابا" رئيسا للجنة الأولمبية البحرينية... هذه نبذة تاريخية بسيطة أسجلها للتاريخ "بحسب معلوماتي المتواضعة ومن دون علم منه" عن شيخ كريم وابن عم عزيز له الكثير من الحضور داخل المملكة وخارجها وله الكثير من البصمات التي لا يمكن أن تمحى "ولو حاول البعض وبشتى الوسائل"... إنه فاكهة بطولات كأس الخليج منذ أول دورة حتى آخرها... والصحافة والإعلام تتسابق لتصويره أينما يذهب وحيثما يحل وفي أية دولة ومدينة... ولقاءاته وتعليقاته تنقل من محطة تلفزيون إلى محطة أخرى ويتابعها الجمهور والمواطنون بكل شغف ليس في البحرين فقط وإنما في جميع دول الخليج "آخر تعليق له هو: إذا لعبنا أمام اليابان باللون الأحمر والكثير من الجماهير البحرينية الحاضرة لمشاهدة المباراة مرتدية اللون الأحمر أيضا فإن ذلك يعتبر تشجيعا لمنتخب اليابان وإعطائه الفرصة لكي يحس بأنه يلعب على أرضه وبين جماهيره على اعتبار أن اليابانيين يعتزون باللون الأحمر الذي هو جزء كبير من علم بلادهم"... عيسى بن راشد الشاعر المثقف الرقيق صاحب الكلمات الرنانة الوقع الخفيفة على القلب وابن البحرين البار يحتاج إلى من يحفظ تاريخه؛ فالدول العريقة والمتقدمة في جميع أنحاء العالم تفخر بروادها وتتباهى بمثقفيها وتعمل التماثيل لأعلامها أما نحن... الله العالم... أتذكر منذ مدة ليست بالبعيدة كتب جعفر حبيب في عموده بإحدى الصحف المحلية "خرازيات"... يطلب من الشيخ عيسى بن راشد أن يتنحى عن رئاسة اللجنة الأولمبية البحرينية ويترك الفرصة لغيره "كلنا نعرف من يكون غيره"... ومع أني أعرف الأخ جعفر رياضيا معروفا ومطربا محبوبا وعموده بالصحيفة المذكورة مقروء، فإنني أعتقد أن التعبير قد خانه في هذا المقال ومن دون قصد لأن الدنيا بعدها قد قامت ولم تقعد من المقالات والأعمدة التي تشيد بتاريخه الرياضي الناصع وترفض حتى فكرة تنحيه تطوعا عن المناصب الرياضية وخصوصا اللجنة الأولمبية... سؤالنا اليوم: من يكون خلف ذلك؟ من الذي يغير "يحتر" من حب الجماهير البحرينية عموما للشيخ عيسى بن راشد ويريد أن يمحو تاريخه وجميع أعماله؟ من؟ ولماذا؟ هذا ما سنعرفه الأسبوع المقبل