أدلى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بصوته أمس (الخميس) في حي الأبيار على مرتفعات العاصمة في اقتراع رئاسي يريد الفوز به بنسبة كبيرة.
ورافق الرئيس الذي دعا خلال حملته الجزائريين للمشاركة بكثافة لإضفاء شرعية على ولايته الثالثة، ابنا شقيقه وأحد شقيقيه لكنه لم يدل بأي تصريح على ما أفاد مراسل «فرانس برس».
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء أحمد أويحيى في وسط العاصمة «لا أريد التكهن لكنني أظن أن المشاركة ستكون كبيرة». وأضاف أن «الشعب هو الذي يقرر الآن» لكن «نوعية الحملة الانتخابية تبشر بتعزيز تدريجي ودائم للديمقراطية في بلادنا».
وأكد أويحيى أن الاقتراع «يخضع للمعايير الديمقراطية» معلقا على حضور المراقبين الأجانب بدعوة من الحكومة بالقول «إن ثقافة الشك لاتزال قائمة في بلادنا حيث الديمقراطية لم تتجاوز عشرين سنة».
وأعلن وزير الداخلية الجزائري نورالدين زرهوني أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغت 49.60 في المئة في الساعة (16:30 بالتوقيت المحلي) متحدثا عن وقوع بعض الحوادث في مراكز اقتراع بالبويرة التي تبعد 120 كيلومترا شرق العاصمة.
كما قال الوزير إن إسلاميين مسلحين حاولوا تنفيذ عملية في الناصرية قرب بومرداس التي تبعد خمسين كيلومترا شرق العاصمة، دون إعطاء تفاصيل حول هدف تلك العملية.
وأعلن زرهوني إغلاق مركزي اقتراع في رافور بالبويرة و»محاولات تعطيل» الاقتراع في ثلاث بلديات بتلك الولاية التي تقع في منطقة القبائل. وقال «حاولت مجموعة من 10 إلى 15 شخصا منع الاقتراع في اثنين من مراكز رافور فحطموا صناديق الاقتراع ما اضطرنا إلى إغلاق المركزين وقد سجل فيهما ستة آلاف ناخب».
وأعلن أحد المراقبين في مركز اقتراع يفتش الشرطيون أمامه الناخبين قبل دخولهم أن «سكان الجزائر تعودوا على التصويت بعد الظهر».
ومنعت حركة السير أمام مراكز الاقتراع كما هي الحال في مدرسة الإخوة في حي شعبي بشرق العاصمة. وفتحت كل المحلات التجارية أبوابها في حين بدا الخميس يوما عاديا.
ونفى مسئول مركز اقتراعٍ وقوع أي توتر وقال إن الانتخابات تجري «بشكل عادي».
وفي تيزي وزو التي تبعد مئة كلم شرق العاصمة تراوحت المشاركة بين 1 و5 في المئة في الساعة 9:00 صباحا على ما أفاد مراسل «فرانس برس».
وقالت ناخبة ترتدي الزي التقليدي القبائلي «إن التصويت واجب»، وأضافت ثانية أن «الامتناع ليس الحل».
ومن المتوقع فوز بوتفليقة (72 عاما) بفارق كبير على منافسيه لكن إذا غاب الناخبون عن صناديق الاقتراع فذلك قد يدعم المعارضة وعلى رأسها الإسلاميون الذين يقولون إن الانتخابات هي مجرد تمثيلية.
ويخوض الانتخابات ست شخصيات يتقدمهم بوتفليقة إلى جانب الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون ورئيس الجبهة الوطنية موسى تواتي ورئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعين والأمين العام لحركة الإصلاح الوطني جهيد يونسي والمرشح الحر محند سعيد اوبلعيد.
وأظهرت بيانات وزارة الداخلية أن 20.6 مليون جزائري بينهم أكثر من 900 ألف مسجلين بالخارج يمكنهم المشاركة في الانتخابات.
أفادت عدة صحف الجزائرية أمس أن إسلاميين مسلحين قتلوا ثلاثة عناصر من وحدات الدفاع الذاتي (مدنيين مسلحين) في حين قتل عسكريان أصيبا بجروح في انفجار قنبلتين في مكانين مختلفين في الشرق الجزائري.
وأفادت صحيفتا «الوطن» و»ليبرتيه» الخاصتان أن عناصر الدفاع الذاتي الثلاثة المكلفين حماية القرى سقطوا في كمين قرب العوانة على بعد بضعة كيلومترات من جيجل (360 كلم شرق العاصمة).
وكانوا مكلفين السهر على أمن مجموعة من الشركات البرتغالية والبرازيلية التي تبنى حاليا موانئ للصيد والترفيه في العوانة كما أوضحت «الوطن».
وقتل دركي قرب الأخضرية الثلثاء في انفجار قنبلة لدى مرور دوريته وفق صحيفتي الخبر والشروق الخاصتين. وتحدث موقع «الوطن» عن مقتل عسكري كان يشارك في عملية تمشيط على بعد كيلومترات من الأخضرية في انفجار قنبلة. ولم تؤكد مصادر رسمية هذه المعلومات.
العدد 2408 - الخميس 09 أبريل 2009م الموافق 13 ربيع الثاني 1430هـ