الوحدة هي عنوان ونبراس سارت على خطاه الدول الأوروبية، فنجدها تحت مظلة 25 هيكلا يؤسس قوة تعرف بالاتحاد الأوروبي، فنجد أن ذلك الهيكل ضج وتأسى على رفض الفرنسيين للدستور الأوروبي الذي وافقت عليه تسع دول، فاستيقظ على وقع كابوس من مغبة تفشي الضرر الذي أصاب إحدى "دويلاته" "فرنسا" على بقية الجسد الأوروبي الواحد، وكانت أوروبا توجست سابقا من فشل مساعي الرئيس الفرنسي جاك شيراك من نيل وكسب تأييد الناخب على الدستور الأوروبي عبر استفتاء أعلن فيه المواطن الفرنسي في اقتراع حاسم رأيه بكل صراحة بنسبة 55 في المئة أن "لا" للدستور الموحد مقابل 45 في المئة قالوا "نعم"، فشكلت "لا" حجر عثرة في وجه الانخراط داخل بوتقة "أوروبا الأم".
في حين ينتظر رأي الهولنديين اليوم "الأربعاء" على الدستور، وجاء الاستفتاء الفرنسي لطمة قوية على ميثاق الوحدة الذي توصل إليه القادة في أعقاب مفاوضات مطولة العام الماضي، إذ كانت الحكومات تهدف من الدستور إلى تحسين فعالية مؤسسات الاتحاد في أعقاب تقدم عشر دول في العام الماضي بطلبات للانضمام إلى الاتحاد.
في الجانب العربي، نجد عنصر الوحدة مشتتا، إذ سعت الدول عبر مظلة جامعتنا طرح قرار تشكيل برلمان عربي انتقالي على غرار الأوروبي أعلنه الأمين العام عمرو موسى وفكرته تقوم على أن يكون لكل دولة 4 ممثلين، وتكون مهمته في مرحلة أولى استشارية، على أن يتحول بالتدريج إلى برلمان دائم مع توسيع صلاحياته. وعلى رغم الصعوبات الخاصة بأهدافه وأولوياته، وهل هو منتخب من الشعب أم من الحكومة، وإن كان منتخبا هل مدة انتخابه محكومة بسقف محدد أم مدى الحياة كما هو الزعيم العربي؟! وغيرها من العراقيل ... إلى أين وصلت تلك الأطروحات في وقتنا الحالي، هل داخل أدراج النسيان لعدد من الأعوام، أم نتحرك كما فعل نظراؤنا الأوروبيون بالسعي الحثيث والقول الصائب إن "بالاتحاد قوة نقهر بها الجبابرة الأوغاد"
العدد 999 - الثلثاء 31 مايو 2005م الموافق 22 ربيع الثاني 1426هـ