مع تصاعد الأحداث السياسية منذ نهاية الأسبوع الماضي بوتيرة غير مسبوقة مما نتج عنه تجدد حلقة عنف جديدة في الشارع المحلي، سنحاول من خلال هذا المقال التركيز على الشق البيئي وخاصة الآثار الضارة لعملية حرق الإطارات والمخلفات والتي شاهدها الكثيرون منا في العديد من مناطق المملكة بعين غير راضية، وهذا الموضوع هو مبحثي وأتمنى أن يكون مفيداً للجميع.
إطارات السيارات هي إحدى الاختراعات التي نجح العقل الغربي في تطويعه لحماية عجلات السيارات وتوفير وسادة مرنة لامتصاص الصدمات الناتجة بسبب احتكاك العجلة بالشارع. بعد إنتهاء العمر الافتراضي للإطار يتم التخلص منها إما في مكب للمخلفات أو يتم تقطيعه إلى شرائح صغيرة ومن ثم حرقه في محطات الطاقة مع الفحم في الدول الصناعية أو يتم تدويره. من الملزم ذكر أن عملية الحرق في محطات الطاقة يتم مراقبته والتأكد من عدم تجاوز تركيز الملوثات نِسباً محددة.
يتم تصنيع إطار السيارة من المطاط بالإضافة إلى العديد من المركبات الكيميائية، لذلك فإن حرق الإطارات يسبب انبعاث ملوثات خطرة إلى الهواء الجوي مما يتسبب في تدهور جودة الهواء وفي تأثير سلبي على صحة القاطنين في المناطق المحيطة وخاصة الأطفال وكبار السن. الباحثون في هذا الشأن وجدوا أن المواد الملوثة والمتنوعة (كوكتيل) مثل أول أكسيد الكربون، أكاسيد الكبريت، أكاسيد النيتروجين، المركبات العضوية المتطايرة، مركبات الدايوكسن المسرطنة، البنزين، كلوريد الهيدروجين، والفينول والفوران، بالإضافة إلى الزئبق، والقصدير، والكادميوم، والرصاص والمئات من المركبات المعقدة.
الآثار الصحية والبيئية عديدة وهي منشورة في المجلات العلمية وعلى صفحات الإنترنت لكن لا بأس من إعادة تكرارها: الجسيمات المتناهية الصغر من عملية الحرق تزيد من حالات الربو ويمكن أن تساهم في الإصابة بأمراض القلب، زيادة معدلات الإصابة بالسرطان بسبب انبعاث مركب الدايكسن، والتهاب في الرئة بسبب استنشاق مركبات القصدير.
الدين الإسلامي دعا إلى الاهتمام بتعمير الأرض وطلب الرزق والاجتهاد ولم يدعُ إلى الضرر بالآخرين وهناك العديد من الأحاديث النبوية في هذا الشأن مثل «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً»، و»من قتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها سأل الله عز وجل عنها يوم القيامة». شيوخ الدين مطالبين في هذا الزمن المعرفي بتوضيح الاشتباهات!
لن تهدف المقالة إلى الدخول في خوض تفاصيل العمل السياسي، فهناك أفراد وجمعيات قد نجحوا في إدماج العمل البيئي ضمن برامجهم الانتخابية القادمة. لكن البيئة والتنمية المستدامة سيكونان الآن وفي المستقبل وسيلتي ضغط للمطالبة بالعدالة في أمور متعددة متعلقة بتفاصيل حياته من سكن وتعليم وصحة لذلك من الواجب ألا نفسح المجال للمتصيدين في الماء العكر ونحترم بيئتنا وأنفسنا.
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 2906 - الجمعة 20 أغسطس 2010م الموافق 10 رمضان 1431هـ
شاركوا من اجل دينكم
نرجو من الجميع المشاركة من اجل الدين ومن اجل البيئة
الانتخابات القادمة
لا اعتقد بتكون هناك اجواء بيئية في الانتخابات
القادمة وكيف تريد ان ترى الاجواء البيئة والفتنة و
التلاعب سوف يكون عنوان الانتخابات القادمة واللي
يحصل من اجواء بيئية سببها واسبابها واضحة والكل
يعلمها والانتخابات تلاعب في الاصوات وغش و زور
وهل هذه هي اجواء بيئية صحية للشعب ؟ مع تحياتي للكاتب الكريم ولجميع الاخوة الزوار