الكثير منا يتذكر النادرة التي تنقل عن إحدى النتائج التي تمخضت عنها زيارة رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي للعراق في منتصف القرن الماضي، إبان حكم الرئيس عبد السلام عارف، عندما طلبت منه خلال المباحثات أن يتدخل كي يضع حداً لسخرية العراقيين من الهنود، على أساس العراقيين أن هؤلاء الأخيرين «يعانون من بعض التبلد». كررت غاندي هذا الطلب في أكثر مناسبة خلال تلك الزيارة، وكان عبد السلام عارف يتعهد في كل مرة أنه لن ينسى القيام بهذه المهمة، إلى أن أزفت لحظة الوداع، وقبل أن تستقل غاندي الطائرة التفتت صوب عارف كي تذكره بطلبها، فما كان منه إلا أن قال «لماذا هذا التكرار، هل تعتقدين أني هندي كي أنسى؟».
وردت على خاطري هذه الحادثة وأنا أستعرض نتائج البحث الذي قامت به مجلة «أريبيان بزنس» عن الأثرياء الهنود في الخليج، ونشرت أقيام ثروات من اعتبرتهم «أهم أول عشرة من الأثرياء الهنود في دول مجلس التعاون الخليجي»، مشيرة إلى أن هناك غيرهم ممن فضلوا عدم الإفصاح عن أوضاعهم المالية.
تجاوزت ثروات أولئك العشرة 13 مليار دولار، يتصدرهم، كما جاء في تلك النتائج، «ميكي جاجتياني بثروة تصل إلى 2.65 مليار دولار، بفارق يصل إلى مليار دولار عن صاحب المركز الثاني (بي آر شيتي مؤسس مجموعة إن إم سي)، ويحتل المرتبة الثالثة مؤسسو مجموعة جمبو وهم عائلة تشابريا (التي تبلغ ثروتهم قرابة مليار ونصف دولار). أما يوسف علي، صاحب مراكز لولو للتسوق وبي إن سي مينون الذي يعمل في عمان، فتقدر ثروته بــ 1.25 مليار دولار».
لم أستغرب تلك النتائج، فهي تأتي منسجمة مع ظواهر أخرى تعبر في مجملها عن تزايد الحضور الهندي المميز، وخاصة في القطاع المالي، ليس على المستوى الخليجي فحسب، وإنما على المستوى العالمي أيضاً.
ففي قائمة فوربس لأغنى أغنياء العالم 2008 ، كان أهم عنصر لافت للنظر فيها، كما قال الرئيس التنفيذي للمجلة ستيف فوربس هو «بروز أثرياء هنود في مراتب متقدمة إذ نجد أربعة منهم في المراتب الرابعة والخامسة والسادسة والثامنة بثروة تفوق 160 مليار دولار».
ولم يتراجع الهنود عن المراتب المتقدمة في تلك القائمة، حيث احتل المقعد الرابع في قائمة 2010، موكيش أوبامي بثروة قدرت بنحو 29 مليار دولار، جاء بعده في المركز الخامس هندي آخر هو لاكشمي ميتال بثروة قدرت بنحو 28.7 مليار دولار.
وفي العام 2008 أيضاً، وكدليل ساطع على تنامي الثروة بين يدي الهنود، تناقلت وكالات الأنباء «إعراب خمسة أثرياء هنود عن رغبتهم في حجز طائرات خاصة من طراز (جيت سوبرسونيك بزنيس) والذي ستنتجه شركة أميركية كأول طائرة خاصة أسرع من الصوت، وأبدى الهنود الراغبون في حجز الطائرة الجديدة استعدادهم لدفع مقدم نقدي يبلغ 160 ألف يورو علماً بأن تكلفتها الإجمالية تصل إلى 51 مليون يورو، وشملت قائمة الراغبين في شراء الطائرة الملياردير لاكشمي ميتال الذي يعتبر صاحب الثروة الأكبر بين الهنود، والذي قدرت أمواله حينها بنحو 29 مليار يورو».
ليست هذه الحالة الهندية النافية للتصور الذي يسيطر على أذهان العالم، الرابط بشدة بين «الهند» و «الفقر»، ظاهرة فردية خارجية معزولة عن التحولات النوعية الإيجابية التي يشهدها المجتمع الهندي، وخصوصاً منذ التسعينيات من القرن الماضي. وهي حالة لا تزال تحافظ على حيويتها حتى وقتنا الحاضر. هذا ما أكده رئيس وزراء الهند منموهان سينغ في آواخر العام 2009، في خطاب افتتاح أحد المؤتمرات الاقتصادية التي نظمها المنتدى الاقتصادي العالمي في نيودلهي، حين قال: «إن حكومته تعمل على تنفيذ إصلاحات اقتصادية من شأنها أن ترفع إلى أكثر من 7 في المئة معدل النمو الاقتصادي في ثاني أكبر بلد في العالم من حيث تعداد السكان، (منوهاً إلى أن استراتيجية حكومته) لا تكمن فقط في تحقيق نمو سريع بل أيضاً في أن يكون النمو شاملاً».
وبالفعل، نجح منموهان في الوفاء بوعده، حيث، وكما أورد موقع «زاوية» الاقتصادي «ارتفع إجمالي الناتج المحلي للهند 8.6 في المئة في الربع الأول من 2010 مقابل 5.8 في المئة في العام السابق. وقد تقدم قطاع التصنيع بنسبة 16.3 في المئة يليه قطاع التعدين والتحجير بنسبة 14.0 في المئة. وقد قارب قطاع التصنيع على إكمال 27 شهراً من الارتفاع في مايو/ أيار، فمعدل النمو السنوي لإجمالي الناتج المحلي في الهند لـ 2009 - 2010 بلغ 7.4 في المئة مقابل التقديرات السابقة التي بلغت 7.2 في المئة».
وتكاد أن تجمع تقارير معظم مراكز البحوث الاقتصادية، على أن «يتجاوز نمو الاقتصاد الهندي نمو نظيره الصيني خلال العام المقبل 2011 لتنتهي المرحلة التي حافظ فيها الاقتصاد الصيني على معدلات نمو تفوق الاقتصاد الهندي». ويرى خبراء في البنك الدولي «أن نمو اقتصادات جنوب آسيا التي تنتمي إليها الهند قد تفوق نمو الاقتصادات في شرق القارة الآسيوية خلال العام 2010».
قد تلفت هذه الحقائق أنظارنا نحن في الخليج، وترغمنا على تغيير نظرتنا النمطية الفوقية إلى أفراد الجالية الهندية في بلداننا، وعوضاً عن نصح أولادنا بتحاشي القبول بالانتماء إلى المجتمع الهندي، ربما جاء اليوم الذي نحثهم عليه كي يصبحوا هنوداً، وبالتالي نتحول من ترديد «لا تصير هندي» إلى «أحسن لك تصير هندي».
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2905 - الخميس 19 أغسطس 2010م الموافق 09 رمضان 1431هـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أستذنا الفاضل: هل لاحظتَ أن 99% من أصحاب الثروات الهنود غير مسلمين، ومن الديانة الهندوسية بالذات؟ يا ترى ما السر في ذلك؟
المقصود
شكرا على المقال الرائع، احسن لك صير هندي كلام صحيح ويعنى احترام العمل و احترام الناس
القاضي
ما متع غني إلا بما حرم منه فقير
حسبي من هو حسبي
الهنود فيهم بلادة غير طبيعية ونحن نحتك معهم في العمل ولكن الواسطات والتمييز خلاهم يوصلون لليهم فيه
نعلمهم الشغل وجاينك من الهند بشهادة b/s واحنا اللي نعلمه لكن ما اقول إلا حسبي من هو حسبي
ابن المصلى
اخي العزيز ابن النعيم انا لم اعمم انا بعضت المعلوم ان اقتصاد الهند نمر من النمور الواثبه وهذا بفضل الله وبفضل التخطيط الأقتصادي المدروس والسليم وبفضل التعايش السلمي وحسن النيات الهند بلد الحضارات بلد يتعايش بها اكثر من دين واكثر من ملة لاكن لاتجد بينهم الأحقاد جعلوا الرجل المناسب في المكان المناسب وبذلك تبؤت الهند هذه المكانة الأقتصادية المرموقة في العالم دعونا نأخد العبر والدروس منهم في هذا الوطن الغالي حتى نصل ماوصلوا اليه الدنيا عبر ودروس الأوطان لاتبنى بالأحقاد والضغائن والتربص بالآخرين
سترون ليس من المستبعد عمل ابناءنا لديهم فهم الاذكى ولسنا نحن؟؟؟؟
المختصر المفيد شعب كادح مرتبط بارضة ذو عزم وقوة طموح متقدم علميا لدرجة لايتصورها عقل في شتى الميادين العسكرية والاقتصادية والعلمية والطبية وووووو؟؟؟؟؟؟وانتم ياماتتشدقون باصولكم وقبائلكم وانسابكم ماذا قدمتم للبشرية بعد افول التقدم الاسلامي في عهوده الاولى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟اقول الهند عظيمة بشعبها وبديمقراطيتها التي نفتقدها نحن العرب المساكين؟؟؟؟؟؟؟؟
التراحم يميزنا
صحيح هناك اثرياء كثر بين الهنود ونمو اقتصادي مشهود ولكن انظر لاحوال الفقراء في الهند ولمستوى التراحم بينهم وإلى الطبقية هناك ستجد الطبقية الفاحشة والققر المدقع ، أما هنا وبالذات في الخليج فالتراحم موجود فلا تجد فقيرا يجوع او يعرى ، بل إن الاغنياء من كل الفئات يرحمون الفقراء بغض النظر عن مذهبه وذلك ما أراه بعيني كعامل في المجال الخيري
الى الزائر ابن المصلى/ من فريق النعيم
اخي ترى ابن العبيدلي يتكلمعن حقائق اقتصادية مالها علاقة بالاشياء الفردية هو يتكلم عن عموم الهنود اي باختصار عن هؤلاء النمور القادمون بثرواتهم نتيجة التخطيط السليم وثورة المعلومات والتكنلوجيا التي جعلت هؤلاء الهنود في المقدمة وليس هناك علاقة بما تقوله ، اما ترى الجشع والحرام في الكثير من الاثريياء العرب ولكن مع الاسف لاتوجد عنه صناعات بمعناها الصحيح وحتى الان العرب لم يشاركوا العالم في هذا العصر الذي هو عصر التنافس الحضاري والحضارة في هذا العصر يعني ثورة في صناعة المعلومات والتكنلوجيا
الوضع مختلف
عندما تعطى الفرصة للهندي ولغير الهندي ويستثنى منها ولد الديرة فالوضع مختلف جدا والا فنحن هنود من زمان في بلد لا ينظر لأبناءه كما ينظر الى الغريب.
الله ينتقم من المتسبب
يا ريت اصير هندي
كثير من الموظفين يتمنوا لو يصبحوا هنودا لما يتمتع به الهنود من مزايا في البحرين والكثير منها من دون وجه حق مجرد لإنتفاع بعض المتنفذين
من أصحاب النفوذ والأموال والفلل وهناك إصرار من هؤلاء على جلب الهنود رغم وجود كم هائل من البحرينين عاطلين وبإمكانهم أن يحلوا مكان الكثير من هؤلاء الهنود وبكفاءة اكثر ولكن المتمصلحين
لا يقبلون بذلك ولا حسيب ولا رقيب لهذه المسألة
لذلك نرى أن 578 وظيفة راتبها فوق 1000 دينار لم يحظى البحرينيون إلا على 13 وظيفة أليس أمرا غريبا؟ أين النواب والنوائب
ابن المصلى
استاذي الفاضل عبيدلي لك الف تحية بناء الثروة ليست مستحيلة الله يرزق من يشاء بغير حساب على العبد ان يسعى جاهدا ومن الله التوفيق العبرة في الموضوع هل هذه الثروات الهائلة التي حصلوا عليها هؤلاء جائت من حلال نحن ممن عايش الهنود غالبيتهم لايتورع عن الكسب الغير شرعي يجمع ثروته بأي طريقة كانت جمع المال جائز في الأسلام لكن هناك حدود قيدها الشرع الحنيف والزمنا بها نحن المسلمون وفرض علينا فيها اخراج الحقوق الشرعيه حتى لايكون هناك فقير ومحتاج في المجتمع الأسلامي وهذا النظام لوطبق لكان المسلمون في خيروسعادة
ولكن في الأخير من هو المواطن الصالح
ولكن يلقى على بعض المواطنين إثبات إنه مواطن صالح .. صحيح أن البعض من الأصول الهندية والباكستانية لهم دور في عوامل الإنتاج ولكن تبقى بعض المفاهيم لسمكرة مع تحيات Nadaly Ahmed
البحرين اهنو الخليج من زمان
الهنود من تحت الى تحد عدهم فلوس حطب يسون روحم فقره على شان محد يكتشفهم هههبابا واجد مشكل ماما زين نفر
هناك فرق...
هناك خلط لدى الناس بين الهنود وبين البنغاليين، فالهنود مع وجود الفروقات بينهم تبعاً لمناطقم التي يتحدون منها، إلا أن فيهم الكثير ممن هم على درجة من التعليم والثقافة، ويمتلكون صفات ومقومات للأسف ليست موجودة لدى الخليجيين.
الفقر في الوطن غربة.
والغنى في الغربة وطن،، الهنود والباكتسانية والأجانب الآخرون صاروا يملكون ما لا يملكه المواطن. والسبب الحكومة والجشعين. ...العابد