العدد 2904 - الأربعاء 18 أغسطس 2010م الموافق 08 رمضان 1431هـ

رأي حول المشاكل والحلول لنهر النيل (1)

أحمد سلمان النصوح comments [at] alwasatnews.com

الأنهار الدولية كثيرة ومنتشرة في جميع القارات الخمس، هذه الأنهار اليوم بعد التطور الإنساني وخلق الدول المستقلة ذات الحدود الدولية غير القابلة للاختراق من قبل الآخرين أصبحت تعاني من مشاكل الإنسان مع أخيه الإنسان، لكن قبل بحث موضوعها دعونا نعرج على القران الكريم، فهناك الكثير من الآيات المباركات التي تتحدث عن خلق الله لكل هذه الأشياء المكملة لبعضها البعض في سبيل أن تعيش كل المخلوقات التي خلقها الله عز وجل من بشر وحيوانات بيسر وسلام ومن دون أن يقوم أي من تلك المخلوقات التي خلقها الله عز وجل في هذه الحياة الفانية بالاعتداء على غيرها من باقي المخلوقات الأخرى التي خلقها الله عز وجل بهدف أن تعيش في هذا الكون الواسع الخ.

الإنسان وفي سياق تطوره ورقيه الإنساني في كل المجالات العلمية والصناعية والقانونية أخذ يضيق الخناق على سائر المخلوقات الأخرى سواء بعلم أو بدون علم وفقاً لفهمه الناقص للهدف من خلق كل هذه المخلوقات التي خلقها الله عز وجل كما خلقه. إن الأعمال الإنسانية وتدخله سواء بعلم أو بدون علم كامل في مسار الطبيعة للأنهار أو البحار أو البحيرات ربما يجور عليها ويقتلها وتختفي من الوجود بشكلٍ نهائي مثل الذي حدث بعد قيام الاتحاد السوفياتي السابق من خلال فتح وتحويل مسار المياه داخل بحر «الاورال» في أسيا الوسطى بهدف ترطيب الأراضي الشاسعة المحيطة به بهدف زراعة القمح والقطن لتغذية شعب الاتحاد السوفياتي السابق والشعوب المتحالفة معه خارج ذلك الاتحاد الذي كانت مساحته في حينه تبلغ حوالي 23 مليون كيلومتر مربع، حيث ساهمت هذه العملية الضخمة بتقليص مساحة ذلك البحر (أي بحر الاورال) حتى جف مؤخراً ويشاهد الآن أن السفن التي كانت تمخر عبابه إبان حياته متوقفة كأنها أطلال على ماضيه الزاخر.

وما حدث في الاتحاد السوفياتي السابق حدث كذلك مع بحيرة «تشاد» التي أصبحت خبراً بعد عين حيث جفت وما وجود القوارب فيها إلا أطلال على ماضيها المجيد مثلها مثل بحر الاورال، وغيرها كثير من الأنهار الأخرى الموجودة في العالم وهي أنهار داخلية ودولية مثل نهر زامبيزي في جمهورية زمبابوي، ونهر الكونجو في جمهورية الكونجو وغيرهما كثير.

توجد الكثير من الأنهار الداخلية الصغيرة والكبيرة في جمهورية روسيا الاتحادية والصين الشعبية وجمهورية البرازيل والولايات المتحدة الأميركية وكندا وفرنسا وألمانيا وغيرها الكثير من تلك الأنهار التي تنبع وتصب في نفس الدولة مثل نهر «الفولجا» الذي ينبع ويصب في جمهورية روسيا الاتحادية الشاسعة المساحة، ونهر المسيسبي الذي ينبع ويصب في أراضي الولايات المتحدة الأميركية، ونهر السين الذي ينبع ويصب في أراضي الجمهورية الفرنسية.. والخ.

ومثلما توجد «أنهار وطنية» أي تنبع وتصب في نفس البلد، فهناك الأنهار الدولية مثل نهر «الدانوب» في أوروبا، وخصوصاً في أراضي يوغسلافيا السابقة التي تقسمت بعد العام 1993م إلى 6 دول، مما يهدد بخلق مشاكل في مجرى هذا النهر العملاق، ونهر «الأمازون» في أميركا الجنوبية، ونهر «الجانح» في آسيا، وكل هذه الأنهار لم نسمع بوجود نزاع علني أو كبير حول تقاسمها أو كمية استعمال مياهها، بخلاف ما يحدث في منطقتنا العربية التي تتكالب عليها في الوقت الحالي الأمم وذلك لضعفها وتفرقها، حيث تتسم الأنهار في الدول العربية بأنها دول مصب وليست منبع، وهذا ما نراه في نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من الهضبة التركية في منطقة الأناضول ويعبران الأراضي التركية باتجاه الأراضي السورية حتى المصب في شط العرب شمال الخليج وهي منطقة جنوب جمهورية العراق. وهذان النهران حالياً يعانيان من قلة تدفق المياه ومن انخفاض منسوبه في أراضي المصب مما جعل مياه بحر الخليج تجور عليه، وتزحف المياه المالحة على الكثير من الأراضي الخصبة في جنوب العراق وتدمرها هي ومحاصيلها وخصوصاً بعد قيام النظام العبثي السابق في تغيير مسار المياه داخل أهوار جنوب العراق بهدف مقاتلة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو لتعقب معارضيه، بالإضافة الى ما قامت به الجمهورية التركية الحالية ببناء الكثير من السدود عليها بهدف توفير المياه لمناطقها الزراعية في القسم الجنوبي الشرقي منها وأيضاً لتوليد الطاقة الكهروهيدروليكية مثل الذي حصل بعد إنشاء سد أتاتورك والكثير من السدود مختلفة ألأحجام في تلك المنطقة، لكن وبرغم كل هذه المشاكل لم تصل الأمور بين الدول المحيطة بهذين النهرين وهما الجمهورية التركية، الجمهورية العربية السورية، الجمهورية العراقية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى ما وصلت إليه الأمور مؤخراً بين الدول المتشاطئة على نهر النيل، لأننا هنا نتحدث عن الحضارة الفرعونية التي كانت سائدة قبل خمسة إلى سبعة آلاف سنة، والتي ربما كانت تتحكم في معظم قارة إفريقيا وليست مصر لوحدها والتي تركت للحضارة البشرية آثاراً ضخمة مثل الاهرامات العملاقة والتي أثبتت الدراسات والآثار أن الفراعنة قد جلبوا الأحجار الكبيرة الحجم لبناء هذه الآثار الفريدة في العالم عبر مياه النيل من الجنوب وقد يكون جنوب جمهورية مصر العربية الحالية أو جنوب وادي النيل العظيم. فنهر النيل الذي يعد أطول أنهار العالم قاطبة، إذ يبلغ طوله من بلد المنبع وهي بحيرة فيكتوريا بجمهورية أوغندا إلى دولة المصب في دلتا نهر النيل على البحر الأبيض المتوسط شمال شرق مصر نحو (6650 كيلومتراً) وهذا النهر يخترق عدة مناطق قبل أن تكون هناك دول بمعنى الدول حسب القانون الدولي العام وحسب ما هو متعارف عليه بين دول العالم اليوم.

نهر النيل يخترق من دولة المنبع حتى دولة المصب الكثير من الدول وأهمها جمهورية أوغندا، جمهورية إثيوبيا الاشتراكية، جمهورية السودان، وجمهورية مصر العربية، وإن مياه هذا النهر كانت ومازالت أهم حلقة وصل بين هذه الدول من حيث المواصلات النهرية بينها. ويغذي نهر النيل خلال سيره عبر هذه الأراضي الكثير من الأنهار الفرعية مثل النيل الأبيض الذي ينبع من هضبة إثيوبيا، والنيل الأزرق الذي ينبع من داخل الأراضي السودانية وفي مروره داخل هذه الدول يرفده الكثير من الفروع التي تحمل له المياه عبر السيول أو الأمطار حتى دولة المصب وهي جمهورية مصر العربية.

إقرأ أيضا لـ "أحمد سلمان النصوح "

العدد 2904 - الأربعاء 18 أغسطس 2010م الموافق 08 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:43 ص

      موضوع جميل ومفيد

      أتمنى لك دوام التوفيق يابو يوسف فى المواضيع المتنوعة التى تطرحها والتى تدل على خيالك الواسع وأرجو أن لايؤثر عليك كلام البعض.

    • زائر 1 | 4:36 ص

      درس جغرافيا

      كاتب للناس درس جغرافيا ياعنتر ؟ او خلصت القضايا الوطنية وهموم الناس ؟؟ صدق عجب واذا واحد يبي يكتب مقال بالجريدة مايقدر او عقب شهرين تنزل , اتمنى النشر ياوسط

اقرأ ايضاً