لقضاء وقت ممتع، في أجواء غير اعتيادية، ولكسر الرتابة في كيفية القراءة للقصص والكتب، طرحت مبادرة «كلنا نقرأ» ضمن مهرجان تاء الشباب الثاني أسلوباً فريداً من نوعه وهو «النظام التمثيلي».
وأعلنت حملة «كلنا نقرأ» ضمن برنامج تاء الشباب الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة، عن تبنيها الأفكار الثقافية المبدعة للشباب ووضعها في قالب التطبيق في صيف هذا العام، ومنها ورشة «النظام التمثيلي» لمناقشة الكتاب العالمي «من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟»، الذي يمثل أهم كتب الإدارة والنجاح من خلال مجازات القصة والتعبير عن الأحلام وواقع الممارسات والبحث في مفاهيم إدارية واعية.
وأوضحت رئيسة الفعالية شيخة نجيب الشوملي بأن الأسلوب الجديد يقوم على توظيف تقنيات حديثة وتقنية الأنظمة التمثيلية التي جاء بها علم البرمجة اللغوية العصبية. و هي تقوم على أساس تقسيم الناس إلى ثلاثة أنماط: الشخص السمعي، الشخص البصري، والشخص الحسي على حسب تلقيهم للمعلومات الخارجية وتخزينها في الدماغ، و يندرج على ذلك أيضاً طريقة تفكيرهم واستخدامهم لتأكيدات لغوية مختلفة.
وأشارت الشوملي إلى أن النظام التمثيلي سيمثل نقلة نوعية للقراءة في أوساط الشباب البحريني، فهو يتمثل في التأكيدات اللغوية المستخدمة في صياغة الكلام، وقد تم اختيار كتاب «من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟» المترجم إلى العربية، للحث على أهمية المبادرة الشبابية بالتغيير الايجابي (...) وقمنا في الفريق بإعداد هذا الكتاب وجعله مألوفاً للجميع وفقاً لنظامهم التمثيلي. باستخدام الصور للأشخاص البصريين، والأصوات المتباينة للأشخاص السمعيين، وإدخال الشخص في التجربة للأشخاص الحسيين.
وأضافت الشوملي بأنه يمكن الاستفادة من الأنظمة التمثيلية في مجالات متنوعة منها: في مجال التعليم وذلك بمعرفة النظام التمثيلي للمتعلم سواء كان طفلاً أم كبيراً واستخدام ما يلائم نظامه التمثيلي طبعا مع إتقان الألفة وإرهاف الحواس والمعايرة. في مجال المبيعات، باكتشاف النظام التمثيلي للعميل تستطيع التعرف على الطريقة التي يفسر بها الشخص عالمه الخارجي، وبالتالي يمكننا من خلال هذا النظام التمثيلي أن نخلق نوعاً من الألفة، و بالتالي إقناع بشكل إيجابي. سوف تفهم كيف يدرك الناس عقليا تجاربهم بملاحظة التأكيدات اللغوية التي يستخدمونها.
وقد أوضحت الشوملي أن: «النظام التمثيلي» من الأنظمة الحديثة في علم البرمجة اللغوية العصبية، و هي تقوم على أساس تقسيم الناس إلى ثلاثة أنماط: السمعي، البصري و الحسي. و ذلك على حسب تلقيهم للمعلومات الخارجية و تخزينها في الدماغ. و يندرج في ذلك أيضاً طريقة تفكيرهم و استخدامهم لتأكيدات لغوية مختلفة. وانطلاقاً مما سبق يتعين على الكاتب أن يصل إلى القارئ عن طريق الألفة و النظام التمثيلي الجديد».
وتنادي الشوملي بضرورة «الانسجام والتفاعل بين المادة المطروحة في الكتاب من حيث كيفية التناول والتعامل، وبين القارئ المتلقي، فإذا كان القارئ من النمط البصري فإنه سوف يكون مستمتعاً ومصغياً للمعلومات التي أتت في الكتاب. أما عن النظام التمثيلي، فهو عن التأكيدات اللغوية المستخدمة في صياغة الكلام، فإذا كان الشخص سمعي مثلاً فيجب أن يستخدم الكاتب تأكيدات لغوية سمعية مثل: «اسمع لدي فكرة».
أما عن مزج النظام التمثيلي بالكتاب المطروح، أكدت الشوملي: «ان اختيارنا للكتاب الأجنبي المترجم إلى العربية جاء لما فيه من عبرة جميلة يحتاج إليها كل شاب في حياته الحالية والمستقبلية، ألا و هي: أن الإنسان يجب أن لا يقف مكانه، و لكن يجب أن يتحرك بين الحين و الآخر بحثاً عن هدفه في الحياة بدون توقف وإضاعة الوقت»، وتم شرح كيفية استخدام هذه التقنية في الكتاب، وكيفية الاستفادة من الأنظمة التمثيلية في مجالات مختلفة في الحياة من خلال المناقشة.
وتابعت الشوملي: «فبتحويل الكتاب الذي بين يدينا من مجرد حبر على ورق إلى شكل حي مليء بالصور الكارتونية التي تبين أحداث هذه القصة، و إلى أصوات حقيقية تجسد شخصيات القصة منح فرصة تفاعل وتجاوب مع الجمهور بصورة أكبر، إلى جانب ذلك تم إدخال الحضور في التجربة التي أتت في الكتاب من خلال إجراء بعض التدريبات لهم، شريطة أن الذي يحوز على قطعة الجبنة، عليه ألا يقف إلى هذا الحد بل يجب الاستمرارية في تحقيق أهداف أخرى، أي الحصول على المزيد من قطع الجبن الموجودة. أما الذي لم يحصل على الجبنة والتي هي بمثابة الهدف لزمه ألا ييئس بل يواصل طريقه لتحقيق ما يريده والفوز بهدفه».
من خلال هذا التنويع في الطرح تمكنت الشوملي وفريق منظمي كلنا نقرأ بإيصال الكتاب وفكرته إلى كل الفئات، إذ استُخدمت الصور للأشخاص البصريين، والأصوات للأشخاص السمعيين، و تم إدخال الجمهور في التجربة الحية للأشخاص الحسيين. مؤكدة: «إذا أتينا إلى النظام التمثيلي، فيجب على الكاتب أن يغير صياغة بعض الكلمات لتناسب الأنماط الثلاثة، و في هذا الجانب جعلنا إحدى شخصيات القصة بصرية من خلال المدعو «هاو»، والآخر شخصاً حسياً ويدعى»هيم».
ولمعرفة أنماط الجمهور المشاركة في الفعالية، ذكرت الشوملي بأنهم قاموا بتوزيع مطوية على الحضور تحتوي على مجموعة من الأسئلة للكشف عن نظامهم التمثيلي، بالإضافة إلى شرح مبسط عن النظام باستخدام برنامج «البور بوينت». إلى جانب ذلك، تم عمل بعض التدريبات الحية للمشاركين في الفعالية، ليتذوقوا أثر النظام عليهم، وللتأكيد على ضرورة معرفة كل فرد لطبيعته، مما يساعده في تحديد المجالات الواجب صقلها، وإعطاء الآخرين فرصة لسماع أفكاره. كما أفسح ذلك مجالاً لأن يفهم كل الحاضرين المقصود بالأنظمة التمثيلية وكيف يمكن التواصل مع كل نظام تمثيلي.
وبشأن الخطط المستقبلية للفريق القائم على المشروع قالت الشوملي: «نسعى من خلال هذا النظام التمثيلي المقترح تطوير طريقة التعليم في المدارس والمؤسسات التعليمية، من خلال استخدام الأنظمة التمثيلية للتعليم، واستخدام الصور للبصريين، وتدريب المدرسين على معرفة الأشخاص البصريين والسمعيين والحسيين، وتيسير طريقة عرض الكتب وشرح الدرس، ويمكن ان تشكل نقلة نوعية في النظام التعليمي في المدارس، أتوقع ان تكون جزءاً من تحسين اداء المدارس، لأن احدى المدارس استخدمت هذه الانظمة فعلا، وحققت نجاحا كبيرا، وقل عدد الرسوب، لان أغلب الطلبة الذين كانوا يرسبون كانوا من الحسيين، وبعد تغيير نمط عرض الموضوعات تغير أداء الطلبة نحو الافضل، مؤكدة أن «هذه الطريقة سهلة وبسيطة وطرحها في المدارس، ولا تتطلب سوى تدريب المدرسين في الطريقة».
العدد 2904 - الأربعاء 18 أغسطس 2010م الموافق 08 رمضان 1431هـ
خالد فهد الذوادي
الأنظمة التمثيلية طريقة سريعة ومبتكرة لتسهيل وصول المعلومة
شيخة نجيب الشوملي متابعين لأبداعاتك