الصحافيون الأكثر تفننا في تحليل وتغطية أي انتخابات تجري سواء كانت على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو حتى الاقتصادي، فهم لا يتوانون عن الخوض في غمار تلك الانتخابات والدخول في دهاليز تكتلاتها وائتلافاتها وتكتيكاتها العلنية والسرية القانونية وغير القانونية.
ولكن مَن لانتخابات الصحافيين؟ مَن في مقدوره أن يغوص في أعماقها ليكشف للرأي العام ما يجري في كواليس تلك الانتخابات؟ لا يوجد من يجرؤ على ذلك، فالصحافيون هم الناقلون للأحداث، ولكن من سينقل أحداثهم عندما لا يرغبون في ذلك؟
ما يحدث حاليا على صعيد انتخابات جمعية الصحفيين صراع علني للصحافيين أنفسهم، مخفي عن الرأي العام حتى لا ينصدم بما يحدث في صفوف الصحافيين من أمور طالما استنكروها في كتاباتهم وحاربوها في مقالاتهم.
معركة حقيقية تشهدها الساحة الصحافية بين المتنافسين على زعامة جمعية الصحفيين التي لم تفعل شيئا طوال السنوات الماضية سوى إصدار البيانات الاستنكارية.
صراع على الوجاهة، صراع على السيطرة، وصراع على مصالح بعيدة كل البعد عن الصحافيين أو الانشغال بقضاياهم وهمومهم، أبرز -كما يمكن أن يقال- من سماعات الانتخابات المقبلة.
انتخابات جمعية الصحفيين هذا العام، ستكون ساخنة بعد أن كانت طوال السنوات الماضية من دون انتخابات، أو تجري بـ»التزكية»، هذا العام الصراع ليس على الإدارة بل على الرئاسة أيضا.
من حقنا كصحافيين أن نطمح في كيان حقيقي يعبّر عن همومنا وتطلعاتنا، ينبري للدفاع عنا في كل المواقف واللحظات عندما يكون الحق معنا، دون النظر إلى من سيكون خصمنا.
نتمنى أن نرى جمعية صحفيين حقيقية، تعمل وفق برنامج واضح مخطط ومدروس، تضع الصحافي كأولوية وغاية، لا وسيلة وطريقا للوصول إلى المراكز والوجاهة.
نتمنى أن يكون لنا كيان حقيقي يرى فينا كصحافيين ركيزة وأولوية لا أن نكون خارطة طريق لطموحات القائمين عليها.
ومن وجهة نظري، مهما كانت نتائج الانتخابات المقبلة لجمعية الصحفيين فالحقيقة واحدة، إن هذه الجمعية لن تعكس أبدا واقع مهنة الصحافيين، ولا تمثل معظم الصحافيين، ومن سيصل إلى سدة الجمعية وكرسيها سيعبر عن فئة بسيطة جدا وربما سيقاطعه آخرون.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 2407 - الأربعاء 08 أبريل 2009م الموافق 12 ربيع الثاني 1430هـ