عاصر الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة بدايات تأسيس الرياضة البحرينية، ان لم تكن مرحلة التكوين قد بدأت فعليا قبل أن يشاهد النور، إذ تم إشهار أول فريقين في البحرين قبل ولادته، بعدما نجح الأخوان الشيخان خليفة وعلي أبناء محمد بن عيسى آل خليفة في تأسيس فريق الخليفة بمدينة المحرق، والسيدمحمود العلوي في تأسيس فريق الوطنية بالمنامة في العام 1928. كما تم تشكيل أول منتخب بحريني ونظم لهم المعتمد البريطاني «بلجريف» رحلة إلى البصرة، لعب خلالها مباراتين، خسرهما من فريق ثانوية البصرة وفريق قوة الطيران الملكية البريطانية. لذلك حينما ترعرع محدثنا في مدينة المحرق كانت هناك صولات وجولات بين فرق المدارس، وفرق الأندية، وكان يحرص على ملازمة أخيه الأكبر الشيخ محمد الذي كان يلعب مع فريق النهضة بالمحرق في روحاته وغدواته للمباريات والتمارين، لذلك شاهد مباريات قوية بين الفرق الموجودة آنذاك: المحرق، الوطني، شاهين، الأهلي، الاتحاد، التاج، النهضة، الشباب، النسور، الهلال وجاويد.

ويقول محدثنا: «إلا أن قطار الذكريات مع الرياضة البحرينية تعطل سنوات قليلة حينما غادرت إلى القاهرة لإكمال دراستي الثانوية التي بدأتها في مدرسة المنامة الثانوية، فهناك أكملت دراستي الثانوية في معهد حلوان، إلا انني أكملت دراسة الحقوق في جامعة عين شمس في القاهرة وكان ذلك في العام 1956 وهو التاريخ المرتبط بالاعتداء الثلاثي على مصر».

ويستكمل أبوعبدالله شريط الذكريات عن الرياضة المصرية ويقول: «هناك عاصرت حقبة جميلة تعد من أجمل الفترات التي مرت بها الرياضة المصرية، عصر صالح سليم ورفعت الفناجيلي والشيخ طه إسماعيل ومحمود الجوهري وريعو وأحمد رفعت والسايس، وكلها كانت أسماء تتغنى بها كرة القدم المصرية... وكنت احرص على حضور المباريات التي كانت تقام يومي الجمعة والأحد، ومتابعة نتائجها، وعشقت فريق الأهلي المصري وانضممت إلى عضويته، لذلك كنت قريبا من الجماهير واللاعبين ومحبي الأهلي. ومقارنة بما وجدته في مصر والبحرين في الخمسينات، اكتشف ان الفروق جدا كبيرة بيننا وبينهم، فهناك الأندية تملك مباني كبيرة وملاعب مزروعة بالعشب الطبيعي، وتمتلك مساحة كبيرة خضراء فيها الحدائق والمطاعم التي تجعل العائلات تؤمها باستمرار، وكانت أندية مثل الأهلي والزمالك والترسانة ونادي الاتحاد السكندري والإسماعيلي تملك شعبية كبيرة... أما هنا في البحرين فقد كانت مقار الفرق البحرينية عبارة عن «دكاكين» أو حجرة صغيرة. ولكن بعد ذلك تم بناء نادي البحرين في المحرق الذي تأسس في العام 1936 والذي كان يوفر لفريق المحرق «غرفة» كمقر له، قبل أن ينسحب عنه بداية الخمسينات بسبب بعض الحوادث السياسية، ثم وفر الغرفة نفسها إلى فريق النهضة والنادي الأهلي في المنامة الذي تأسس في العام 1939 الذي احتضن فريق الترسانة قبل أن يحتضن فريق النسور.