حتى لا يساء فهم ما سأتطرق إليه في هذا المقال، يجب أن أوضح أننا في «الوسط الرياضي» لا نرغب في التقليل من شأن نادي المحرق كصرح رياضي ورائد من الأندية الرواد التي أعطت بسخاء للرياضة البحرينية على مر عشرات السنين. وحينما تسلمنا أكثر من مرة رسائل من بريد القراء تعبر عن رأي الكثير من أهالي جزيرة المحرق الرافضة إعطاء نادي المحرق قطعة الأرض التي تمثل لهم ساحلا بحريا يروّحون فيه عن أنفسهم، فضلنا عدم نشر الموضوع في «الوسط الرياضي» حتى لا يساء الفهم ويقال بأننا ضد الاستثمار في نادي المحرق أو الحصول على الدعم من الحكومة؛ لأن قناعتنا أن ما يقدم للأندية الوطنية يعد فتات خبز إذا ما قورن بما يصرف على الأندية الخليجية.
ولكن ما استوقفني بالأمس هو خبر المكرمة الملكية ببناء ناد جديد لنادي المحرق، وهو النادي الذي يملك ناديا نموذجيا فيه صالتان وملاعب مزروعة ومقار للإدارة والكثير من الأراضي المفتوحة، بخلاف الكثير من الأندية التي مازالت تنتظر الفرج في الشروع ببناء ناديها النموذجي الذي سبق أن أعلن عنه، كنادي التضامن الذي وضع حجر أساسه صاحب السمو ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة العام 2002، وهو النادي الذي يمثل حلم أبناء المنطقة الغربية ممثلا في قرى (كرزكان، شهركان، دمستان، المالكية، الهملة، بوري، الزلاق ومدينة حمد) التي تعد أكبر وأحدث مدينة في البحرين ولا يوجد فيها ناد.
وهو الحال نفسه مع نادي الاتفاق الذي سبق أن أعلن عنه ويمثل قرى شارع البديع (الدراز، البديع، بني جمرة، المقشع، الحجر، أبوصيبع، الشاخورة، سار والقرية)، إضافة إلى نادي سترة بوصفها أكبر جزيرة من ناحية التعداد السكاني، وهو الأمر الذي يحز في النفس ويجعلنا نتساءل عن سبب إهمال هذه الأندية ومصير أبناء وشباب هذه القرى... فهل نتركها للإهمال ومواجهة هجمة تعاطي المخدرات والضياع والدفع بها إلى الانخراط في الكثير من القضايا ثم (نتباكى على اللبن المسكوب).
وحتى لا نذهب بعيدا في الحديث، أقول بصدق إن النادي الأهلي الذي يملك أكبر قاعدة رياضية على مستوى الأندية الوطنية في البحرين، ويشارك في جل الاتحادات الرياضية، يواجه إهمالا كبيرا في الصيانة، حتى باتت منشآته غير صالحة للاستعمال الآدمي. فالصالة الرياضية الوحيدة لم تعد أرضيتها ولا إنارتها مناسبة. إضافة إلى استيلاء المؤسسة العامة للشباب والرياضة على الاستاد الرياضي بالنادي، فأغلقته «بالضبة والمفتاح» وسلمته إلى أيد أمينة! حتى باتت فرق النادي تستجدي اللعب عليه. وسبق أن أجرينا تحقيقا رياضيا في «الوسط الرياضي» عن الملعب الوحيد المزروع الذي يلعب عليه أكثر من 450 ناشئا في اليوم، وأوضحنا المشكلات الجمة التي تواجه اللاعبين والمدربين، وأصبحت تهدد المواهب الرياضية الناشئة الواعدة.
لذلك نقول للمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وهي صاحبة الشأن في إيصال التقارير عن احتياجات الأندية الوطنية الوطنية - سواء كان المحرق أو الأهلي أو التضامن أو الاتفاق - للقيادة العليا والحكومة «ان عملية تشييد الأندية ليست فيها إرضاء خواطر، ولا فيها الصديق وصاحب العصمة، ولا فيها أفضلية ناد عن آخر، ولا فيها أبيض وأسود. ولكنها (المؤسسة) هي الجهة الحكومية التي يقع على عاتقها خدمة شباب البحرين جميعهم في كل مدينة وقرية.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2407 - الأربعاء 08 أبريل 2009م الموافق 12 ربيع الثاني 1430هـ