تُعد المجالس الرمضانية من أجمل الأماكن التي تُضفي رونقاً متألّقاً على هذا الشهر الفضيل، ويهتم العديد من الناس بهذه المجالس، كما يولونها أولوية في زيارتها، وخاصة أنّ التجمّع وتبادل الحديث له طعمه اللذيذ في رمضان.
إلاّ أنّ هناك عدد من المجالس لا تعرف بروتوكول التجمّع، والاستفادة من الوقت المتاح، بعد صلاة التراويح، وينتهي المطاف بعدم الاستفادة من المجلس، إلا لشرب الشاي والتدخين و»الحش» في الناس.
المجلس الرمضاني وغير الرمضاني وُجد لتبادل الأحاديث الشيّقة والمتنوّعة، سواء الاجتماعية والاقتصادية أو حتى في بعض الأحيان السياسية، وتجعل الجميع جسداً واحداً بدون تكلّف أو مغالاة.
وعليه فإنّ القائمين على المجالس وَجبَ عليهم أن ينتبهوا إلى نقطة الاستفادة من كل صغيرة وكبيرة في المجلس الرمضاني، حتى في آداب الحديث، فالانطباع الأوّل عن هذا المجلس أو ذاك يقيّم من قبل تلك المحكّات.
ليس لدى الكثير من البلدان هذا التراث الأصيل، وعليه يرى المهتمّون بشئون المجالس أهمّية ما يُتداول فيها، وقد سمعنا قصصاً غريبة تحدث عند البعض في المجالس، كمضايقة الناس، أو الحديث عن الآخرين، أو تعاطي بعض المحرّمات!
وهناك مجالس تقوم على زيادة العلم والمعرفة والاستفادة من الوقت المتاح، وترسم خططاً قبل رمضان، وتدعو أصحاب الخبرة والمختصّين، ليكون المجلس مثمراً أكثر منه مكاناً للمضايقات.
هل تستطيع بعض المجالس وضع خطط لهذا الشهر وغيره، بحيث يستفيد أبناؤنا من زيارة المجالس، وعدم التوقّف عنها، أم أنّ هذا الموضوع لن يذهب إلاّ إلى سلّة المهملات؟!
يمكننا من اليوم أن نقضي على ظاهرة الفراغ وفساد الشباب من خلال رسالة المجالس السامية، فلقد كانت في يوم من الأيّام مرتعاً للرجال الأشدّاء، ولم تكن لتبادل الأحاديث في أعراض الناس.
لينتبه الجميع مما قد يجلب المجلس، من خير أو شر، وليعلم أحدنا بأنّ ما يبنيه اليوم سيخرج غداً للآخرين، فإن كان حسن السمعة ويعرض الخير، فإنّ نتاجه على المجتمع سيتكلّل بتاريخ مجيد وعظيم.
أما إذا كان المجلس مُهلهلاً، فإنّ سمعته ستضيع، وسيوشم بوشم قبيح ولن يستفد منه أبناؤنا، واليوم نحتاج إلى ذلك المجلس الذي يربّي الأجيال، ويُفيد الشباب المتعطّش إلى كل القيم والأخلاق.
ونُشيد بصحافتنا وإعلامنا الاهتمام المبذول من قبلهم لتغطية أغلب المجالس الرمضانية في البحرين، وإن كان هناك مجالس لم توضع في القائمة لزيارتها أو الإعلان عنها، فإنّ ذلك لا يقلّل من شأنها، فهي لم توجد للإعلام ولكنها وُجدت للناس، والجميع هنا سواسية والكل سيستفيد ويرتاح ويستجم في المجالس الرمضانية.
فلنجعل مجالسنا بوتقة للعلم والمعرفة وتبادل الحديث المثمر، ولنبتعد عن المجالس التي تجلب الشر لأصحابها ومرتاديها، ونحن اليوم في شهر رمضان المبارك، نحاول جمع الحسنات، فلتكن عن طريق تلك المجالس
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2900 - السبت 14 أغسطس 2010م الموافق 04 رمضان 1431هـ
علي ابن ابي طالب
تكلموا تعرفوا فان المرء مخبوء تحت لسانه
أحسنت
بارك الله فيك أخت مريم على هذا الكلام.. و عسى ان يجد آذانا صاغية من قبل أصحاب المجالس..