اختتم الملتقى الإعلامي العربي السادس (الإعلام والتنمية) أعماله في السادس من أبريل/ نيسان الجاري بالعاصمة الكويتية وبمشاركة عدد من الإعلاميين البحرينيين والخليجيين والعرب. وأوصى الملتقى في ختام فعالياته مؤسسات الإعلام العربية الفاعلة والرئيسية بقطاعيها الخاص والعام, برسم سياسات إعلامية تنموية تنعكس حالتها على المجتمعات العربية وتجلب الاستقرار والسلم، وطالب المجتمعون وسائل الإعلام باتباع الأطروحات الجديدة والقوالب المستحدثة في الإعلام التنموي بتناول موضوعي, وعدم التأجيج أو الانجراف إلى مهاترات تثير الخلافات, ما يساعد على دعم الحوار الإيجابي الذي من شأنه تقريب وجهات النظر وتفعيل نظم الإعلام التنموي.
وجرت جلسة افتتاح المؤتمر في القاعة الماسية بفندق شيراتون, في العاصمة الكويتية برعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح, وحضور وزير الإعلام الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، وبعض أعضاء الوفود المشاركة، وأعضاء السلك الدبلوماسي للبلدان العربية وغير العربية، وممثلي عدد من منظمات المجتمع المدني الكويتي والعربي.
وقام وزير الإعلام بتسليم الجوائز للفائزين بالجائزة العربية للإبداع لـ 15 إعلاميا عربيا بارزا، كما افتتح معرض وسائل الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بمشاركة عدد من كبريات المؤسسات والشركات ذات العلاقة والصلة بالإعلام وتكنولوجيا الاتصال.
وناقش الملتقى المحاور الأساسية الآتية: دور الإعلام في التنمية، وأثر الأزمة الاقتصادية على وسائل الإعلام، ودور نقابات وجمعيات الصحفيين، وأزمات رؤساء التحرير، وأخيرا محور «المحطات الفضائية... سماء الحرية وحدود المسئولية».
وأمل المشاركون في الملتقى أن تكون خلاصة نقاشاتهم إضافة جديدة وقيمة لملتقيات متميزة سبقته, وكانت مصدرا من مصادر المعرفة العلمية في علوم الإعلام المختلفة وبلغات مختلفة كي يفهم كل الآخر، كما أكدوا أن الحوار يتطلب مراجعة علمية ومزيدا من التفكير المنهجي في وضعية الإعلام وعلاقته بتغير المجتمعات وتطويرها وتنميتها، سائلين عما إذا كانت وسائلنا الإعلامية «تعمل بقصد أو من دون قصد للتنمية أم للهدم، للتطوير أو للانغلاق، من أجل الديمقراطية أم لمآرب أخرى من أجل تقييد الحريات».
واقترح الملتقى مبادرة الإعلام التنموي التي تشتمل على إعادة طرح ما استفاض به المفكرون في الإعلام والتنمية في حقبة الإعلام التقليدي إلى حقبة الإعلام الإلكتروني على أن يقوم على أسس التعددية والاستقلالية والديمقراطية والشفافية والموضوعية والمسئولية الاجتماعية.
وجاء ضمن توصيات الملتقى «تملي رياح التغيير على المؤسسات الإعلامية التحول إلى العصر الرقمي والصحافة الإلكترونية وإلى إعادة النظر في المناهج الإعلامية التقليدية وتحويلها المتدرج إلى مناهج إعلامية تتواءم مع مستقبليات الإعلام الآتية إلى المنطقة العربية».
كما اقترح الملتقى الإعلامي مشروع «مدونة السلوك المهني» القائمة على الصحافة الأخلاقية والإعلام المسئول على أن يقوم بإعدادها عدد من خبراء الإعلام وممارسي الصحافة في الوطن العربي للحفاظ على الهوية العربية وعدم تشويهها. واقترح كذلك أن «تتحور» القنوات الرسمية الأرضية إلى قنوات أرضية «للمصلحة الوطنية» التي تسمى أحيانا «القنوات المجتمعية» وأن تكون محورها التنمية الوطنية والمستدامة والبشرية في الوطن العربي.
العدد 2407 - الأربعاء 08 أبريل 2009م الموافق 12 ربيع الثاني 1430هـ